134

التحصين من كيد الشياطين

تصانيف

السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ *وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *﴾ وقال تعالى: [فُصّلَت: ٣٤-٣٦] ﴿وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ *وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *﴾ .
قال ﵀: [فهذه ثلاث آيات (١) ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله يأمر بمصانعة العدوّ الإنسيِّ والإحسان إليه ليردَّه عنه طبعُه الطيبُ الأصلِ، بالموادّة والمُصافاة، ويأمر سبحانه بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالةَ، إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانًا، ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين ابيه آدم من قبلُ....] اهـ. من كلام الإمام ﵀ (٢) .
- ... كما يشرع التعوّذ بالله، عند إرادة دخول الخلاء، فقد كان النبي ﷺ إذا دخل الخلاء، قال: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ (٣) .
- ... وعند سماع نباح الكلاب، أو نهيق الحُمُر - في الليل خاصةً -

(١) يعبّر السلف ﵏ عن الموضع من القرآن بالآية، وإن كان قد حوى أكثر من آية فيما اصطلح عليه من مطالع الآيات ومقاطعها، ومن ذلك قول ابن عباس ﵄: أخوف آية في القرآن: [الزّلزَلة: ٧-٨] ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ *﴾، فقد أطلق تسمية آية على هذا النص، وفيه آيتان كما لا يخفى.
(٢) انظر: تفسير القرآن العظيم، للإمام ابن كثير ﵀. ص ٧٣٠ ط: بيت الأفكار الدولية.
(٣) متفق عليه، من حديث أنس ﵁؛ البخاريُّ، في موضعين، الأول: في كتاب الوضوء، باب: ما يقول عند الخلاء، برقم (١٤٢)، والثاني: في كتاب الدعوات، باب: الدعاء عند الخلاء، برقم (٦٣٢٢) . ومسلم؛ كتاب الحيض، باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، برقم (٣٧٥) .

1 / 138