12

التحصين من كيد الشياطين

تصانيف

الكريمة: (في هذه الآية دليل على أن حكم الجن حكمُ الإنس في الثواب والعقاب والتعبُّد بالأوامر والنواهي) . اهـ (١) . مسألة: هل أرسل الله إلى الجن رسلًا منهم أم لا؟ ولا يَرِد على ما سبق الاحتجاجُ بمعنى قوله تعالى: [الأنعَام: ١٣٠] ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا﴾ . فإن ظاهر معنى الآية أفاد أن لهم رسلًا من جنسهم، كما أن للإنس رسلًا من جنسهم. لكن الراجح في ذلك عند أهل العلم أنه لم ينبأ منهم أحد ولم يكن منهم رسول، وقد استدلوا على ذلك بأدلة عديدة، منها: قول الله تعالى: [يُوسُف: ١٠٩] ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ...﴾ . وقوله تعالى: [الفُرقان: ٢٠] ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ﴾، وقوله ﷿: [العَنكبوت: ٢٧] ﴿وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ﴾ . وفيه تصريح بأن كل نبي بعثه الله بعد إبراهيم ﵇ فهو من ذريته. وقال النبي ﷺ: وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ (٢) .

(١) انظر: فتح القدير، للإمام الشوكاني (٥/٢٦) . (٢) محل استدلالٍ من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الجهاد والسِّيَر، باب: قول النبي ﷺ: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ»، عن أبي هريرة ﵁. ومسلم - بلفظه -؛ في استهلال كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، برقم (٥٢٣)، عنه أيضًا.

1 / 14