مقدمات النكاح
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٢٨-السنة ٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
د- أولى الناس بمعرفة الرجال.
فصار الأب بهذه المعاني أولى بالولاية في النكاح من سائر العصبة.
يرى المالكية ورواية عند الحنفية أن أولى الناس هو الابن (١):
١- لأنه أولى بميراث هذه المرأة.
٢- وهو أقوى تعصبًا من غيره.
والصحيح والله أعلم: أن الأب هو أولى، وذلك لعدة أسباب:
أ- أن الابن هو موهوب الأب، بمعنى أن الأب هو سبب وجود هذا الابن، ولولا وجود الأب لما وجد هذا الابن، كما قَال الله على لسان إبراهيم: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ﴾ (٢) وفي الحديث: (أنت ومالك لأبيك)، وفي رواية (أنت ومالك لوالدك) (٣) فلا يقدم الموهوب على الواهب.
ب- أن الأب يعتبر أصل، والابن يعتبر فرع، فلا يقدم الفرع على الأصل بل يبقى الأصل هو مقدمًا.
ج- أن الأب تولى هذا الابن، فكان وليًا عليه في حال صغره وسفهه وجنونه، فيكون الأب مقدمًا على الابن. (٤)
ثانيًا: إذا عدم الأب فالجد هو المقدم، لأنه يأتي بعد الأب في كمال الشفقة
_________
(١) انظر: البحر الرائق ٣/١٢٧ وبدائع الصنائع ٣/١٣٧١ والمدونة ٢/١٦١ وشرح الخرشي على مختصر خليل ٣/١٨٠ والكافي لابن عبد البر ٢/٥٢٥.
(٢) سورة إبراهيم آية ٣٩.
(٣) رواه أحمد في المسند ٢/١٧٩ وانظر: سنن أبي داود كتاب البيوع باب في الرجل يأكل من مال ولده ٣/٢٨٩ رقم ٣٥٣٠ وحسنه الألباني في إرواء العليل ٣/٣٢٥
(٤) انظر: المغني ٩/٣٥٦.
1 / 265