موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين
الناشر
مكتبة الرشد،الرياض
مكان النشر
شركة الرياض للنشر والتوزيع
تصانيف
أصحاب النبي ﷺ، وعن أبي موسى وعائشة وأم سلمة) (١) . وفي موضع آخر وجدت البخاري يقول: (لا أعرف للمطلب من حنطب عن أحد من أصحاب النبي ﷺ سماعًا إلا أنه يقول: حدثني من شهد النبي ﷺ) (٢) .
وهذه النصوص توضح لنا الإجابة على سؤال: لماذا قال البخاري "عن" ولم يقل "سمع" فيما رواه صاحب الترجمة عمن حدث عنهم؟
٤- اتضح لي بمقارنة عدد من المواضع التي ذكر فيها البخاري أن المترجم له قال فيما يرويه عمن يروي عنهم "عن" بأقوال بعض العلماء والنقاد أن رواية صاحب تلك الترجمة عن ذلك الرجل تكون مرسلة وغير متصلة.
ومن ذلك أن البخاري قال: (ممطور أبو سلام الحبشي الأعرج الأسود الدمشقي عن ثوبان..) (٣) . وقد قال يحيى بن معين عندما سئل (هل سمع أبو سلام من ثوبان؟ قال: لا) (٤)، وبمثل ما قال ابن معين قال علي بن المديني وأحمد بن حنبل (٥)، وقال ابن أبي حاتم: (سالت أبي: هل سمع أبو سلام من ثوبان؟ قال: قد روى، ولا أدري سمع منه أم لا) (٦) .
ومن ذلك أن البخاري قال: (عطاء بن فروخ عن عثمان) (٧) . وقد قال علي بن المديني: (لم يلق عثمان ﵁ (٨)، وقال البزار: (وعطاء بن فروخ رجل من أهل البصرة حدث عن يونس بن عبيد وعلي بن زيد، ولا نعلمه سمع من عثمان) (٩) .
_________
(١) التاريخ الكبير (٨/٨) .
(٢) العلل الكبير للترمذي (٢/٩٦٤) .
(٣) التاريخ الكبير (٨/٥٧) .
(٤) المراسيل لابن أبي حاتم (ص١٦٨) .
(٥) المراسيل ابن أبي حاتم (١٦٨)، وجامع التحصيل (ص٢٨٦) .
(٦) المراسيل لابن ابي حاتم (ص١٦٨) .
(٧) التاريخ الكبير (٦/٤٦٧) .
(٨) تهذيب التهذيب (٧/٢١٠) .
(٩) مسند البزار (٢/٤٨/ [٣٩٢]) .
1 / 100