شذا العرف في فن الصرف
محقق
نصر الله عبد الرحمن نصر الله
الناشر
مكتبة الرشد الرياض
تصانيف
خاتمة تشمل على عدة أسئلة
...
خاتمة تشتمل على عدة مسائل
الأولى: يجوز تعويض ياءً قبل الطَّرَف مما حُذِف، سواء كان المحذوف أصلًَا أو زائدًا.
فتقول فى سَفَرْجَل ومُنْطَلِق: سَفَارِيج ومَطَالِيق. وأَجَاز الكُوفِيون زيادتها فى مُمَاثِل مَفَاعِل، وحذفها من مماثل مَفَاعِيل، فتقول فى جَعافر جعافِير وفى عصافِير عصافِر. من الأول: ﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ [القيامة:١٥]، ومن الثانى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ﴾ [الأنعام: ٩٥] . وأما فَواعِل فلا يقال فيه فَواعِيل إلا شذوذًا، كقول زهير بن أبى سُلمى:
سَوَابِيغُ بَيضٌ لا يُخَرِّقُهَا النَّبْلُ١
الثانية: كلّ ما جرى على الفعل: مِن اسَمىْ الفاعل والمفعول، وأوله ميم، فبابه التصحيح ولا يُكَسَّر، لمشابهته الفعل لفظًا ومعنى؛ وجاءَ شذوذًا فى اسم مفعول الثلاثى من نحو ملعون، وميمون، ومشؤوم، ومكْسور، ومَسلوخة: مَلاعين، ومَيامين، ومَشائيم، ومكاسير، ومَسَاليخ، وجاء أيضًا فى مُفْعِل. بضم الميمْ وكسر العين من المذكر، كمُوسِر ومُفْطِر: مَيَاسِير ومَفَاطِير، كما جاء فى مُفْعَل بفتح العين كمَنْكَر: مَناكِير.
وأما إذا كان مُفْعِل بكسر العين، مختصًا بالإناث، فإنه يُكَسَّر كمُرضِع ومرَاضِع.
الثالثة: قد تدعُو الحاجة إلى جَمع الجمع، كما تدعو إلى تثنيته، فكما يقال فى جماعتين من الجمال أو البيوت جِمالان وبَيُوتان. تقول أيضًا فى جماعات منها جمالات وبَيُوتات. ومنه ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ﴾ ٢ وإذا قصِد تكسير مُكَسَّر نُظر إلى ما يشاكله من الآحاد، فيُكَسَّر بمثل تكسيره، كقولهم فى أعْبُد أعابد، وفى أسلحة أسالح،
١ هذا عجز بيت، وصدره: عليها أسود ضاربات لبؤسهم. ٢ وقراءة "جمالات" هي قراءة شعبة عن عاصم وهي قراءة متواترة.
1 / 96