28

عوائق في طريق العبودية

الناشر

مركز النجيدي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بريدة

تصانيف

العبادة. ولنرجع الآن إلى الطائر فهو حين أقبل حَسَن اللون جميل المنظر يتلوّن كأنما هو الذهب، وهكذا الفطرة الأولى والْخِلقة الأولى للإنسان في الغاية من الحُسن والكمال وهذه الخلقة تكملها الشِّرعة نور على نور وجمال على جمال وكمال على كمال. ثم إن الطائر سلخ جماله فصار كأقبح شيء منظرًا أقيرع أحيمر، ومع هذا المنظر أتى إلى بركة فيها حمأة مُنْتنة فتلوّث في حَمْأتها فخرج أسود قبيحًا. فكذلك الإنسان تمامًا إذا كفر أو فسق فإنه ينخلع عنه ما وَهَبه بارؤه سبحانه من جمال الخِلقة الأولى والشرعة المكمِّلة كحال هذا الطائر في تغيّر حاله، قال تعالى: ﴿وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر﴾ (١) وقال تعالى:

(١) سورة الأعراف، الآية: ٢٦.

1 / 30