21

عوائق في طريق العبودية

الناشر

مركز النجيدي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بريدة

تصانيف

إني علمتُ بأنَّ ربي سائلي ... عمَّا رأيتُ وكلُّ ما أنا فاعلُ ماذا أقولُ إذا وقفتُ بِمَوْقِفٍ ... فيهِ الشَّفِيقَةُ عَنْ رَضيعٍ ذاهلُ قَضَّيْتُ وقتي لاهِيًا بِمشاهِدٍ ... هِي فِتنةٌ ما اغْتَرَّ فيها عاقل قَضَّيْتُ عمري بالغواية لاهيًا ... وبكل ما هو بالضلالة كافل ماذا أقول إذ الجحيم تَسَعَّرتْ ... يا حسْرتا فالأمر حقًا هائل والأرضُ رُجَّتْ والسماء تُشَقَّقَتْ ... والأمْرُ أصبحَ لَيْسَ فِيهِ تَحايُلُ والمتقونَ بِرَوْضَةٍ في جَنَّةٍ ... فيها النَّعيمُ الدَّائمُ المُتَكامِلُ والحورُ تُسْمِعُهُمْ بِصَوْتٍ ناعِمٍ ... ما لَذَّ للإسماعِ وَيْحَكَ غافِلُ هذا النَّعيمُ وفوقهُ ما جَلَّ عَنْ ... دَرَكِ العقولِ وكُلِّ ما يُتَخَايَلُ نَظَرُ العبادِ لِرَبِّهِمْ مِنْ فَوْقهمْ ... وكلامُهُ هذا النعيم الكامِلُ إني علمتُ بأنَّ قلبي مَوْطنٌ ... لِلْحُبِّ فهو شفاء دائي الواغل حُبُّ الجليلِ وَكُلُّ حُبٍّ قاطِعٍ ... عَنْهُ وَبَالُ أوْ حِجابٌ حائِلُ أصلُ العبادةٍ لُبُّها هُوَ حُبُّهُ ... فَلَهُ البقاءُ وَكُلُّ حُبٍّ آفِلُ إنَّ المُحِبَّ لِغيْرهِ مُتَعَلِّقٌ ... فيمَا يَضُرُّ وَهَمُّهُ مُتَوَاصِلُ لا تُخْدَعَنَّ فما بِدُنْيانا سِوَى ... هَمٌّ وَغَمٌّ أوْ نعيمٌ عاجِلُ حُبُّ الإلهِ نعمينا وَعَذابُنا ... في حُبِّ غيرِ الله وهوَ الباطِلُ اقْدَحْ زِنادَ الْفِكْرِ تعلمُ أنَّما ... أحْبَبْتَ لولا الجهل شيءٌ عاطل تَزْيينُ شَيْطانِ مُضِلٍ ماكِرٍ ... وهو العدوُّ وكيْدهُ مُتَوَاصِل والآدَمِيُّ عُيُوبُهُ إنْ أُبْصِرَتْ ... بِالقَلبِ هانَ الحُبُّ أوْ هُوُ زائِلُ قال ابنُ مسعودٍ مَقالًا صائبًا ... إفْهَمْهُ لا يَصْرَعْكَ سَهْمٌ قاتِلُ

1 / 23