قال الأزهري: وإن شئت قلتهما مرة واحدة، وقال الشاعر:
سفرت فقلت لها: هج، فتبرقعت
فذكرت حين تبرقعت ضبارا
وضبار: اسم كلب، ورواه اللحياني: هجي. الأزهري: ويقال في معنى هج هج: جه جه على القلب. ا.ه. كلام ابن مكرم.
وقال المذكور في تركيب «صرر»: «يقال: صر العصفور يصر إذا صاح، وصر الجندب يصر صريرا، وصر الباب يصر، وكل صوت شبه ذلك فهو صرير: إذا امتد، فإذا كان فيه تخفيف وترجيع في إعادة ضوعف، كقولك: صرصر الأخطب صرصرة، كأنهم قدروا في صوت الجندب المد، وفي صوت الأخطب الترجيع، فحكوه على ذلك، وكذلك الصقر والبازي.» وقد نقل الشارح هذا النص ولم يعزه إلى قائله على مألوف عادته.
وفي القاموس: «مأمأت الشاة والظبية: واصلت صوتها فقالت: مئ مئ.»
وقال الأزهري: «صه القوم، وصهصه بهم: زجرهم، وقد قالوا: صهصيت، فأبدلوا الياء من الهاء، كما قالوا: دهديت في دهدهت. وصه: كلمة زجر للسكوت، قال: صه لا تكلم لحماد بداهية، عليك عين من الأجذاع والقصب.
وصه، كلمة بنيت على السكون، وهو اسم سمي به الفعل، ومعناه: اسكت. تقول للرجل إذا سكنته وأسكته: صه، فإن وصلت نونت فقلت: صه صه، وكذلك: مه، فإن وصلت قلت: مه مه، وكذلك تقول للشيء إذا رضيته: بخ وبخ بخ، ويقال: صه بالكسر. قال ابن جني: أما قولهم: صه، إذا نونت فكأنك قلت: سكوتا، وإذا لم تنون، فكأنك قلت: السكوت، فصار التنوين علم التنكير، وتركه علم التعريف، وأنشد الليث:
إذا قال حادينا لتشبيه نبأة
صه لم يكن إلا دوي المسامع
صفحة غير معروفة