في ذكر نجاسة الكافر
وقال الله تعالى: {إنما المشركون نجس}[التوبة:28] ولما أنزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفد ثقيف المسجد قال له أصحابه: قوم أنجاس، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((ليس على الأرض من أنجاس الناس شيء، إنما أنجاس الناس على أنفسهم)).
وروي ((إنما أنجاسهم على أنفسهم)).
وعن أبي ثعلبة الخشني أنه قال قلت: يا رسول الله إنا بأرض أهل الكتاب أو نأتي أرض أهل الكتاب فنسألهم آنيتهم؟ فقال: ((اغسلوها ثم اطبخوا فيها)).
قال الأمير الحسين:إنهم لو رطبوا المسجد برطوباتهم لم ينجس بها، وذلك لما ثبت أن أبا سفيان كان يدخل مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول هذه الآية ولما روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربط مشركا إلى سارية من سواري المسجد، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم توضأ من مزادة مشركة، وليس في الخبر أمر بغسلها قبل أن يتوضأ منها، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعار من صفوان بن أمية دروعا وهو مشرك ولم يأمر بغسلها قبل اللبس، ولما روى جابر قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونشرب من آنية المشركين ونطبخ في قدورهم ولم يكن يتوقى شيئا من رطوبات الكفار، ولو كان يتوقاها لظهر ذلك ونقل عنه، والمروي أن الصحابة كانوا لا يتوقون ذلك كما روي أن عليا عليه السلام لما قتل المهلب وهو مشرك أمر الزبير أن يسقيهم من الماء الذي في القرب التي لأهل الجياد وهم مشركون.
وروي أن عمر توضأ من جرة نصراني.
صفحة ٥٨