وروي أن ابن مسعود عند رميه جمرة العقبة، وقف فجعل القبلة عن يساره، ومنى عن يمينه ورمى، فقالوا: إن الناس يرمون من فوق، فقال: والله الذي لا إله إلا هو إن هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.
وروى أبو سعيد قال قلنا: يا رسول الله هذه الجمار ترمى كل عام فنحسب أنها تنقضي قال: ((أما إنه ما تقبل منها يرفع، ولولا ذلك لرأيتها مثل الجبال)).
وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم رمى واحدة واحدة، وقال: ((خذوا عني مناسككم)).
وروي أنه قطع التلبية عند أول حصاة رماها.
وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم رمى جمرة العقبة ضحى.
وعن عكرمة قال: وقفت مع الحسين بن علي عليه السلام فكان يهلل، حتى رمى جمرة العقبة، فقلت: يا أبا عبد الله ما هذا؟ قال: كان أبي يفعل كذلك، وأخبرني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفعل ذلك، فرجعت إلى ابن عباس فأخبرته، فقال: صدق، صدق، وأخبرني أخي الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبى حتى انتهى إليها، وكان رديفه، فأما ما روى أسامة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يزد على التهليل، والتكبير، قال: وكنت رديفه، فهو محمول على أنه لم يزد على التكبير، والتهليل، والتلبية ليكون جمعا بين الأخبار.
صفحة ٣٣١