============================================================
ات والنواتر ل شب الشفر وكنت - بعد الانتهاء من السنة التحضيرية - قد سجلت موضوعين يحمل أولهما عنوان: "تطور الفكر الاعتقادي عند الحنابلة من عصر الإمام أحمد حتى زماننا" ناويا به وضيع لبنة في صف البناء الصحيح لشباب الأمة ليبتعدوا به عن التحامل على المدارس الفكرية والمذاهب الاعتقادية المخالفة لمذهب الحنابلة في بعض الأصول، بانيا أساس الموضوع على حقائق علمية جمعتها بتتبع كامل لطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى البغدادي الحنبلي الذي كان موضوع رسالة الدكتوراه في معهد التأريخ العري والتراث العلمي منهجا وموارد إلا أن الموافقة لم تحصل عليه حيئذه فانتقلت إلى ثانيهما وهو هذا الموضوع الذي لاح أمام ناظري في أثناء مطالعتي كتابا عن العقيدة الماتريدية أشار مؤلفه في قائمة مصادره إلى كتاب البقاعي هذا وأن له نسختين خطيتين ذاكرا رقميهما، إحداهما في مكتبة الأوقاف المركزية في بغداد تأكدت بدعا من وجودها فيها فكانت كما ذكر، والأخرى في مكتبة الأزهر بمصر.
وقبل أن يصدر الأمر الرسمي بتسجيل العنوان هذا كان عراقنا الحبيب على آبواب الحرب فسارعت قبيل بده الغزو والاحتلال بعشرة أيام إلى تصوير نسخة بغداد التي كانت قدوضعت - مع سائر المخطوطات - في صناديق لإخلائها في مكان آمن فتم الأمران بفضل الله- تعالى- وعوته.
وكنت قد سجلت المخطوط كله بأوراقه البالغة مائة وخمسا وتسعين ورقة وصفحاته البالغة ثلاثماثة وتسعين صفحة أثقلت كاهلي وأرقت ليلي وأتعبت نهاري، إلا آنني عزمت على المضي قدما متوكلا على الله المعين فابتدأت بنسخ النسخة التي حصلت عليها بطريقة لعلها تكون جديدة إذ كنت أسجل النسخة على جهاز التسجيل بقراءتي ثم آقوم بنسخها على جهاز الحاسوب بيدي: وحينما انتهيت من ذلك شددت رحلي إلى سوريا التي أرشدتني كتب التراجم إلى وجود نسخة أخرى فيها، فحصلت عليها من مكتبة الأسد في دمشق بتعاون القائمين عليها وتعاطفهم معي والحمد لله، إلا أنني لم أستطع مقابلتها مع أختها إلا بعد أربعة أشهر بسبب الظروف التي المت بمدينتنا الفلوجة، وبعد أن انتهيت من المقابلة حصل انقطاع آخر بسبب الظروف الجديدة التي أصابت مدينتنا، فانتقلت للسكن في مدينة الرمادي التي هيا الله - تعالى -لي فيها سكنأ بين جامع الرمادي الكبير الذي يحوي مكتبة كبرى جعلني الشيخ خليل إبرهيم ندى الكبيسي حفظه الله - كأنني أمينها، وبين دار الحديث التي فتح لي أبوابها الأخ المفضال الشيخ الدكتور ماهر ياسين الفحل - حفظه الله - مذللا لي كل الصعاب، فأتممت تحقيقها بين هاتين المكتبتين،
صفحة ٦