النكت والعيون
محقق
السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم
الناشر
دار الكتب العلمية
مكان النشر
بيروت / لبنان
أحدها: أن الذي أمر الله تعالى به أن يوصل، هو رسوله، فقطعوه بالتكذيب والعصيان، وهو قول الحسن البصري. والثاني: أنَّه الرحمُ والقرابةُ، وهو قول قتادة. والثالث: أنه على العموم في كل ما أمر الله تعالى به أن يوصل. قوله ﷿: ﴿وَيُفْسِدُونَ في الأَرْضِ﴾ وفي إفسادهم في الأرض قولان: أحدهما: هو استدعاؤهم إلى الكفر. والثاني: أنه إخافتهم السُّبُلَ وقطعهم الطريق. وفي قوله: ﴿أُولئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ قولان: أحدهما: أن الخسران هو النقصان، ومنه قول جرير:
(إِنَّ سليطًا في الْخَسَارِ إِنَّهُ ... أَوْلاَدُ قَوْمٍ حلفوا افنه)
يعني بالخَسَار، ما ينقُصُ حظوظهم وشرفهم. والثاني: أن الخسران ها هنا الهلاك، ومعناه: أولئك هم الهالكون. ومنهم من قال: كل ما نسبه الله تعالى من الخسران إلى غير المسلمين فإنما يعني الكفر، وما نسبه إلى المسلمين، فإنما يعني به الذنب.
﴿كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون﴾ قوله ﷿: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾. في قوله: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ﴾ قولان: أحدهما: أنه خارج مخرج التوبيخ. والثاني: أنه خارج مخرج التعجب، وتقديره: اعجبوا لهم، كيف يكفرون!
﴿كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون﴾ قوله ﷿: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾. في قوله: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ﴾ قولان: أحدهما: أنه خارج مخرج التوبيخ. والثاني: أنه خارج مخرج التعجب، وتقديره: اعجبوا لهم، كيف يكفرون!
1 / 90