النكت والعيون
محقق
السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم
الناشر
دار الكتب العلمية
مكان النشر
بيروت / لبنان
﴿وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ﴾ اختلفوا في مقدار القنطار على سبعة أقاويل: أحدها: أنه ألف ومائتا أوقية، وهو قول معاذ بن جبل، وأبي هريرة ورواه زر بن حبيش عن أُبيّ بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ: (القِنْطَارُ أَلفٌ وَمِائَتا أُوقِيَّةٍ). والثاني: أنه ألف ومائتا دينار، وهو قول الضحاك، والحسن، وقد رواه الحسن عن النبي ﷺ. والثالث: أنه اثنا عشر ألف درهم أو ألف دينار، وهو قول ابن عباس. والرابع: أنه ثمانون ألفًا من الدراهم، أو مائة رطل من الذهب، وهو قول سعيد بن المسيب، وقتادة. والخامس: أنه سبعون ألفًا، قاله ابن عمر، ومجاهد. والسادس: أنه ملء مسك ثور ذهبًا، قاله أبو نضرة. والسابع: أنه المال الكثير، وهو قول الربيع. وفي ﴿المُقَنْطَرَةِ﴾ خمسة أقاويل: أحدها: أنها المضاعفة، وهو قول قتادة. والثاني: أنها الكاملة المجتمعة. والثالث: هي تسعة قناطير، قاله الفراء. والرابع: هي المضروبة دراهم أو دنانير، وهو قول السدي. والخامس: أنها المجعولة كذلك، كقولهم دراهم مدرهمة. ويحتمل وجهًا سادسًا: أن القناطير المذكورة مأخوذة من قنطرة الوادي، إما لأنها بتركها مُعَدَّة كالقناطر المعبورة، وإما لأنها معدة لوقت الحاجة، والقناطير
1 / 376