327

النكت والعيون

محقق

السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم

الناشر

دار الكتب العلمية

مكان النشر

بيروت / لبنان

المعنى، فيكون اللفظ عمومًا دخله التخصيص، والمعنى مجملًا لحقه التفسير. والوجه الثاني: أن عمومها في أول الآية من قوله: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾، وإجمالها في آخرها من قوله: ﴿وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾، فيكون أولها عامًا دخله التخصيص، وآخرها مجملًا لحقه التفسير. والوجه الثالث: أن اللفظ كان مجملًا، فلما بَيَّنَهُ الرسول صار عامًا، فيكون داخلًا في المجمل قبل البيان، في العموم بعد البيان. ثم قال تعالى: ﴿فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّه فَانتَهَى﴾ في الموعظة وجهان: أحدهما: التحريم. والثاني: الوعيد. ﴿فَلَهُ مَا سَلَفَ﴾ قاله السدي: يعني ما أكل من الربا لا يلزمه رَدُّه. ﴿وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: في المحاسبة والجزاء. والثاني: في العفو والعقوبة. وقيل فيه وجه ثالث: في العصمة والتوفيق. وقيل فيه وجه رابع: فأمره إلى الله والمستقل في تثبيته على التحريم أو انتقاله إلى الاستباحة.
﴿يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ قوله تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا﴾ أي ينقصه شيئًا بعد شيء، مأخوذ من محاق الشهر لنقصان الهلال فيه، وفيه وجهان: أحدهما: يبطله يوم القيامة إذا تصدق به في الدنيا. والثاني: يرفع البركة منه في الدنيا مع تعذيبه عليه في الآخرة.

1 / 350