ومنها: أن بعض عبيد الأتراك خرج من صعدة وقد أودعوا سما يهلك به الإمام عليه السلام فكفاه الله شره، وقتل في طريق نجران ووجد السم معه.
ومنها: أنه عليه السلام في وقت حصار شهارة لم يكن معه من بيت المال إلا خمسة حروف فقط، فيسر الله من الأموال شيئا كثيرا من ساير البلدان، وكانوا يدخلونها إلى شهارة من بين العساكر الكثيرة المحيطة بجميع جوانب شهارة، وكانوا يخبرون بعجائب من ألطاف الله سبحانه وتعالى لهم.
ومنها: خروجه عليه السلام من شهارة وحفظ الله له في الطريق بين المحاط من كل جانب ويسر الله له ذلك مع صعوبة الطريق وكثرة شناخيبها وعدم الإهتداء إليها في النهار فضلا عن الليل مع تراكم الأعداء، وتلاصقهم وشدة حرصهم عليه واجتهادهم في الحراسة والعساسة، فسلمه الله تعالى منهم، وسار إلى وادعة ثم إلى برط، ثم بقي فيها مدة، ثم وثب عليهم في وادعة كما عرف ذلك، وحفظ الله أولاده في شهارة وجميع أصحابه إلى أن خرجوا منها على حال جميل، ثم من الله سبحانه بأن يسر خروج أولاده وأهله من كوكبان، واجتماعه بهم ورجوعهم إلى محروس شهارة كما ذلك مذكور في موضعه من هذه السيرة المباركة، فهذا كله من كرامات الله سبحانه له.
ومنها: أن قوما بيتوا الإمام عليه السلام أي أرادوا غزوه، فلما قربوا منه يبست أطرافهم وأيديهم على سلاحهم، وظهر ذلك في ألسنتهم وذلك في برط.
صفحة ٢٧٢