262

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

تصانيف

[وصول الإمام إلى حبور]

قال السيد أحمد نفع الله به: إن وصول الإمام عليه السلام إلى حبور في شعبان عام ست وألف [1597م] ووفدته الوفود، وكثرت الفتوحات والأرزاق وأعطى العطاء الواسع، وذكر وصول القاضي إبراهيم بن مسعود، ووصف كثيرا من تعظيم الإمام له، وقال ووصل الفقيه الفاضل العالم جمال الدين علي بن صلاح الحضراني من بلاد آنس وهو من كبراء فقهاء الزيدية في تلك الجهة، ووفد إلى حبور الفقيه المجاهد الفاضل الشهيد علي بن يوسف الحماطي وهو يومئذ حدث السن لم تنبت لحيته إلا أن مخائل الكمال تلوح عليه، وأيدي الرئاسة تشير إليه، ولم يزل رحمه الله بعد عودته من مقام الإمام عليه السلام يرتقي درج الرئاسة حتى بلغ أقصاها ويستولي على أقطار السياسة حتى بلغ منتهاها، وجاهد في الله حق جهاده، وساس الأمور، وظهر صيته عند الجمهور، وهابه العدو، ورجاه الصديق، وانتهى الأمر إلى أن غدر به بعض أعداء الدين من مشائخ الحيمة فقتله غدرا كما سيأتي إن شاء الله تعالى، ثم إن الإمام عليه السلام بعد استقراره في السودة كما سيأتي إن شاء الله تعالى استرجح[ق/174]توجيه ولده مولانا الإمام محمد وأصحبه جماعة من السادة والفضلاء ،منهم الفقيه الصالح صلاح بن عبد الله بن داود الشظبي مؤدب مولانا محمد عليه السلام.

ويروى عنه معرفة للأمور وأن يلحقوا بالسيد أمير الدين، وقد اتفق بينهم يعني السادة وبين عبد الرحيم حروب كثيرة، اليد في أكثرها لجنود الحق حتى ألجؤه إلى المصالحة والخطاب.

صفحة ٥٠٩