فإن الله أوجب عليكم طاعة أئمة أهل البيت عليه السلام، وحرم عليكم مخالفتهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: ((من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه يوم القيامة)) وأنا من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدعوكم إلى الله، وفي شرايط الإمامة فأنا الحجة عليكم عند الله يوم القيامة[ق/9]، فعليكم بالامتثال لأمر الله من قبل:{أن (تقول) نفس ياحسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين، أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين، بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين}، ولا تقولوا أنكم معذورون لقهر عدوكم لأن الله يقول في محكم كتابه: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا}، ولا تقولوا شغلتنا أموالنا وأهلونا لأن الله سبحانه يقول: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} ولا تقولوا إنا نخشى الفاقة والضياع إذا هاجرنا لأن الله يقول: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا}، فمن صدق الشيطان في عدته وكذب الله فهو كافر، ومن كذب الشيطان في عدته وصدق الله فهو مؤمن، وقال تعالى: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة} وأقسم بالله لئن لم تطيعوني في اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليكونن الأمر كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب دعاؤهم)) فلا تحسبوا أن الدنيا معقودة على هذه الفرقة الطاغية فإن الله قد فرق شملهم وسلبهم محاسن ملكهم، والله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، فلا تغتروا بكذبهم أو إرعادهم وإبراقهم فإن الكذب دأبهم، والفجور مذهبهم، ينكحون الذكور، ويشربون الخمور، ويقولون الزور، ويسفكون الدماء، وينقضون العهود، ولو جللوكم هذه الأيام فبسعادة نكايتنا لهم، إذ لو كان الجو لهم صافيا لقتلوا محاسنكم واستحلوا حرمكم، وسلبوكم سلاحكم، ولا يتركون إلا من كان ضعيفا لا يخافونه، يجعلونه جعيلا ويزرع لهم، ويتكسب عليهم، ويأتيهم بمحاسن رزقه، ويأخذون منكم شبه الجزية، ويدخلونكم في كل خزية حتى لايكون لكم في السماء عاذر، ولا في الأرض ناصر، والملائكة مع ذلك يلعنونكم، وربكم ساخط[ق/10] عليكم، ويكون مأواكم مع ذلك جهنم وساءت مصيرا؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ينادي مناد يوم القيامة أين الظلمة وأعوان الظلمة أين من لاق لهم دواة أو برى لهم قلما، أوكثر لهم سوادا ويجعلون في تابوت من نار)).
وروى الإمام الهادي عليه السلام عن محمد الباقر عليه السلام يرفعه: ((يؤتى بأعوان الظلمة ويجعل لهم أظافير من حديد يحكون بهاصدورهم حتى تبدو أفئدتهم فتحترق فيقولون: ربنا ألم نكن نعبدك؟ فيقول: بلى ولكنكم كنتم أعوانا للظالمين)) يا أيها الناس ما تقولون لنبيكم صلى الله عليه وآله وسلم حين تردون عليه الحوض فيسألكم عن الأئمة الهادين من ذريته لأن في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((سيرد علي يوم القيامة ثلاث رايات أحدها سوداء مظلمة أشد سوادا من الليل المظلم وتحتها خلق كثير وهم ينادون: واعطشاه، واعطشاه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فأقول من أنتم؟ قال: فينسون ذكري، قال: فأقول أنا محمد، قال فيقولون نحن من أمة محمد، قال: فأقول فما خلفتموني في كتاب ربي وعترتي لم تنصروهم، ولم تجاهدوا معهم، قال: فأولي وجهي عنهم فيصدرون عطاشا إلى النار)).
صفحة ٢٣٥