المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون
سنة النشر
العدد (١٢٣) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
وعن عوف بن مالك الأشجعي ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ”خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: قلنا يا رسول الله: أفلا ننابذهم عند ذلك قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئًا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة” ١.
فهذه النصوص صريحة في تحريم الخروج على الإمام إذا فسق أو جار.
وقد تكاثرت النصوص عن العلماء في ذلك، فمنها:
قول الإمام أحمد: “والانقياد لمن ولاه الله ﷿ أمركم لا تنزع يدًا من طاعته، ولا تخرج عليه بسيفك يجعل الله لك فرجًا ومخرجًا، ولا تخرج على السلطان بل تسمع وتطيع، فإن أمرك السلطان بأمر هو لله ﷿ معصية، فليس لك أن تطيعه، وليس لك أن تخرج عليه، ولا تمنعه حقه، ولا تعن على فتنة بيد ولا لسان، بل كف يدك ولسانك وهواك، والله ﷿ المعين”٢.
وقال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان رحمهما الله في عقيدتهما التي حكياها عن علماء الأمصار وجاء فيها:
“ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله ﷿ أمرنا، ولا ننزع يدًا من طاعة، ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة”٣.
وقال ابن بطة ﵀: “وقد أجمعت العلماء من أهل الفقه والعلم
_________
١ أخرجه. م. كتاب الإمارة باب خيار الأئمة، انظره مع شرح النووي (١٢/٤٤٧) .
٢ السنة للإمام أحمد، انظر شذرات البلاتين (ص: ٤٦) .
٣ شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (١/١٧٧) .
1 / 112