المباحث العقدية المتعلقة بالكبائر ومرتكبها في الدنيا
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون
سنة النشر
العدد (١٢٣) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
ومع ذلك، فقد وردت أدلة خاصة، تبين تحريم الخروج على الحاكم إذا فسق وانحرف. منها:
حديث أبي هريرة ﵁: أن النبي ﷺ قال: “من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات ميتته جاهلية ١، ومن قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتله جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه” ٢.
وعن ابن عباس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: “من رأى من أميره شيئًا فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرًا ٣ فمات فميتته جاهلية” ٤.
وعن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثًا سمعت رسول الله ﷺ يقول: “من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية” ٥.
_________
١ قوله (ميتته جاهلية) بكسر الميم يعني: أن حالة موته كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع، لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك فيموت بذلك الشخص عاصيًا، انظر فتح الباري (١٣/٧) .
٢ أخرجه. م.كتاب الإمارة باب وجوب ملازمة الجماعة (٣/١٤٧٧) .
٣ قوله (فارق الجماعة شبرًا) أي سعى في حل عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير ولو بأدنى شيء، فكنى عنها بمقدار الشبر، لأن الأخذ في ذلك يؤول إلى سفك الدماء بغير حق، انظر فتح الباري (١٣/٧) .
٤ أخرجه. خ.كتاب الفتن باب قول النبي ﷺ سترون بعدي أمورًا تنكرونها، انظر فتح الباري (١٣/٥) .م. كتاب الإمارة باب وجوب لزوم الجماعة (٣/١٤٧٧) .
٥ أخرجه. م.الموضع السابق.
1 / 111