نثار الأزهار في الليل والنهار
الناشر
مطبعة الجوائب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٢٩٨ هـ
مكان النشر
قسطنطينية
حميد بن ثور
وما هاج هذا الشوق إلا حمامة ... دعت ساق حر ترحة وترنما
بكت شجو ثكلى قد أصيبت حميمها ... مخافة بين يترك الحبل أجذما
فلم أر مثلي شاقة صوت مثلها ... ولا عربيا شاقه صوت أعجما
آخر
رويدك يا قمري لست بمضر ... من الشوق إلا دون ما أنا مضمر
ليكفك أن القلب منذ تنكرت ... أمامة عن معروفها متنكر
سقى الله أياما خلت لامامة ... فلم يبق إلا عهدها والتذكر
لئن كانت الدنيا أتت بإساءة ... لما أحسنت في سالف الدهر أكثر
المنازي البندبيجي الشاعر وبندبيج قصر بالرافقان بين بغداد وحلوان وقد اجتاز بسوق باب الطاق ببغداد حيث يباع الطير فسمع حمامة تلحن في قفص فاشتراها وأرسلها وقال:
ناحت مطوقة بباب الطاق ... فجرى سوابق دمعي المهراق
حنت إلى أرض الحجاز بحرقة ... تشجي فؤاد الهائم المشتاق
إن الحمائم لم تزل بحنينها ... قدما تبكي أعين العشاق
كانت تفرخ في الأراك وربما ... كانت تفرخ في فروع الساق
تعس الفراق وجذ حبل وتيه ... وسقاه من سم الأوساد ساقي
يا ويحه ما باله قمرية ... لم تدر ما بغداد في الأفاق
فأتى الفراق بها العراق فأصبحت ... بعد الأراك تنوح في الأسواق
فشريتها لما سمعت حنينها ... وعلى الحمامة عدت بالإطلاق
بي مثل ما بك يا حمامة فاسألي ... من فك أسرك أن يحل وثاقي
أبو تمام
اتسعسعت عبرات عينك أن دعت ... ورقاء حين تشعشع الإظلام
1 / 78