ابن عيسى (1) وورد أبو الحسن من اليمن والشام، لما كان نفي إليه عقيب قصة ابن المعتز ، وتقلد الوزارة، لم يره أهلا لديوان السواد، ولأن صنعته لم تكن بالتامة التي تفي بهذا الديوان، ولم يمكنه صرفه لمكانة كانت له في الدار (2) ، فكان يقصده بالغض في المجالس، ولا يرفعه الرفعة التي يستحقها صاحب ديوان السواد، [وإذا أراد عملا من الديوان أو خراجا أو حسابا وقع إلى كتاب الديوان، واستدعاهم، وخاطبهم وهو حاضر، لا يكلمه في ذلك، فيغض منه بهذا، الغض الشديد] (3) ، فإذا أراد عملا يعلم أن صناعة أبي عيسى لا تفي به وأنه لا يمكنه الكلام عليه، خاطبه فيه على رءوس الأشهاد، ليبين نقصه ويفتضح، ، وإذا أراد مهما أحضر كتاب الديوان فخاطبهم فيه، ليكون ذلك نهاية الغض منه.
فلما طال ذلك على أبي عيسى، جلس عنده يوما حتى لم يبق في مجلسه غيره[14 ط]، وغير إبراهيم بن عيسى أخي الوزير (4) .
فقال له علي بن عيسى: هل من حاجة؟ فقال: نعم، إذا خلا مجلس الوزير.
صفحة ٤٣