فاستؤذن المقتدر في قتله، وكان قد استغوى نصرا القشوري (1) ، من طريق الصلاح والدين، لا مما كان يدعو إليه، فخوف نصر السيدة أم المقتدر (2) .
من قتله، وقال: لا آمن أن يلحق ابنك-يعني المقتدر-عقوبة هذا الشيخ الصالح، فمنعت المقتدر من قتله، فلم يقبل، وأمر حامدا بأن يقتله، فحم المقتدر يومه ذاك، فازداد نصر والسيدة افتتانا، وتشكك المقتدر فيه، فأنفذ إلى حامد من بادره بمنعه من قتله، فتأخر ذلك أياما، إلى أن زال عن المقتدر ما كان يجد من العلة، فاستأذنه حامد في قتله، فضعف الكلام فيه (3) ، فقال له حامد: يا أمير المؤمنين، إن بقي، قلب الشريعة، وارتد خلق على يده، وأدى ذلك إلى زوال سلطانك، فدعني أقتله، وإن أصابك شيء، فاقتلني، فأذن[49 ط]له في قتله، فعاد، فقتله من يومه، لئلا يتلون المقتدر.
فلما قتل، قال أصحابه، ما قتل هو، وإنما قتل برذون كان لفلان الكاتب، اتفق إنه نفق (4) ذلك اليوم. وهو يعود إلينا بعد مدة، فصارت هذه الجهالة، مقالا لطائفة منهم.
صفحة ١٦٤