قد كان بعدك أنباء وهينمة .... لو كنت فينا لما خفنا من النوب قال الأمير صلاح الدين بن أمير المؤمنين، قدس الله روحه: وقع في تصرفهم (يعني المشائخ الثلاثة) من الجور ما لا ينكره إلا من عند عن الحق من هتك حرمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وظلم البتول، أخرجوا واليها من مالها ونحلتها المعروفة لها، وطلبوا منها البينة على شيء في يدها، وحكموا فيها بغير حكم الله، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: فنكثوا عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخالفوا إلى غير فعله، في أخذهم فدكا من يد ابنته، فلما رأت عزمهم على أن يركبوها العنف، ويأخذها بالعسف، جاءت بأمير المؤمنين، والحسن عليهما السلام، وأم أيمن رحمها الله تعالى، يشهدون لها على دعواها بالنحلة، وهم عدول، قد حكم بتطهيرهم، فردوا شهادتهم، فماتت وهي غاضبة عليهم، بلا خلاف بين آبائنا عليهم السلام.
وكان من آخر كلامها الذي لقيت الله سبحانه وتعالى عليه ما ذكرته لنساء المهاجرين والأنصار، لما سألنها كيف أصبحت يابنت محمد؟
صفحة ١٤٥