131

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

محقق

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

الناشر

دار المسير

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

مكان النشر

الرياض

الْعقل فَإِن الْعقل كَمَا لَا يحِيل كَون ذَاته تَعَالَى شَيْئا لَا كالأشياء الَّتِي ندركها كَذَلِك لَا يحِيل أَن كل صفة من صِفَاته صفة لَا كالصفة الَّتِي نألفها ونعرفها
وَكَذَلِكَ مَا يُسمى بِهِ من أَسمَاء وَيذكر عَنهُ من أَفعَال على هَذِه الوتيرة
وادعائهم أَن التجلي يُعْطي أَن ذَلِك كُله على مَا هُوَ الْمَعْهُود والمألوف عندنَا دَعْوَى بِلَا دَلِيل فَإِن الْكَشْف كالإلهام لَا يصلح دَلِيلا لِأَنَّهُ يُعَارض بِمثلِهِ
وَلَا يُمكن إِثْبَات الْأَوْلَوِيَّة
ثمَّ إِنَّه انْتقل إِلَى دَعْوَى أُخْرَى فَقَالَ وَهَذَا لَا يكون إِلَّا مَا دَامَ فِي هَذِه النشأة الدنياوية محجوبا عَن نشأته الأخراوية فِي الدُّنْيَا
فَإِن العارفين يظهرون هُنَا كَأَنَّهُمْ فِي الصُّورَة الدنياوية لما يجْرِي عَلَيْهِم من أَحْكَامهَا وَالله تَعَالَى قد حَولهمْ فِي بواطنهم فِي النشأة الأخراوية لَا بُد من ذَلِك
فهم بالصورة مَجْهُولُونَ إِلَّا لمن كشف الله تَعَالَى عَن بصيرته فَأدْرك فَمَا من عَارِف بِاللَّه تَعَالَى من حَيْثُ التجلي الإلهي إِلَّا وَهُوَ على النشأة الْآخِرَة قد حشر

1 / 161