النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب
محقق
د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم
الناشر
المكتبة التجارية
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
وَمِنْ (١) بَابِ زَكَاةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
سُمِّىَ (الذَّهُبُ) (٢) ذَهَبًا؛ لِأَنَّهُ يَذْهَبُ وَلَا يَبْقَى، وَسُمِّيَتْ الْفِضَّةُ فِضَّةً؛ لِأنَّهَا (٣) تَنْفَضُّ وَتَتَفَرَّقُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ (٤) يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (٥) الْكَنْزُ: الْمَالُ الْمَدْفُونُ، وَقَدْ كَنَزْتُهُ أَكْنِزُهُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "كُلُّ مَالٍ لَا تُؤَدَّى زَكَاتُهُ فَهُوَ كَنْزُ" (٦).
قَوْلُهُ: ﴿وَلَا يُنْفِقُونَهَا﴾ وَلَمْ يَقُلْ: وَلَا يُنْفِقُونَهُمَا (٧): ذَهَبَ إِلَى مَعْنَى الأمْوَالَ؛ لِأنَّ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ يَدُلُّ عَلَيْهَا (٨).
قّوْلُهُ [تَعَالَى] ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ أَىْ: الَّذِى يَقُومُ مُقَامَ البِشَارَةِ: عَذَابٌ ألِيمٌ؛ لأَنَّ الْبِشَارَةَ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالْخَيْرِ، وَمَا يُسْتَرُ (٩) بِهِ.
الأُوقِيَّةُ (١٠): بِضَّمِّ الْهَمْزَةِ وِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَجَمْعُهَا: أَواقِىُّ، بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، وَهِىَ أَربَعُونَ دِرْهَمًا لَا تُنَوَّنُ وَلَا تُخْفضُ، وَهِىَ اللُّغَةُ الْفَصِيحَةُ، وَحُكِىَ فِيهِ (١١) التَّخْفِيفُ، قَالَ (١٢) الزَّمَخْشَرِىُّ (١٣) هِىَ اُفْعُولَةٌ مِنْ وَقَيْتُ -قُلِبَت الْوَاوُ يَاءً لِسَبْقِهَا سَاكِنَةً، ثُمَّ ادغِمَتِ الْيَاءُ- (وَكُسِرَت الْقَافُ؛ لِتَصِحَّ الْيَاءُ) (١٤) - لِأَنَّ الْمَالَ مَخْزُونٌ مَصُونٌ، أَوْ لِأَنَّهُ يَقِى الْبَأَسَ وَالضُّرَّ.
قَوْلُهُ: "فِى الرِّقَةُ رُبْعُ الْعُشْرِ (١٥) بِالتَخْفِيفِ: الفِضَّةُ، وَجَمْعُهَا [رِقُون] (١٦) يُقَالُ: "وُجْدَانُ الرِّقِين يُغَطِّى أَفْنَ الأفيِنِ" وَالْهَاءُ فِى الرِّقَةِ: عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ السَّاقِطَةِ مِنْ أَوَّلِهِ (١٧).
قَوْلُهُ: "وَفِى الرَّدِىءِ" (١٨) الرَّدِىءُ: مَهْمُوزٌ مَمْدُودٌ، وَهُوَ فَعِيلٌ مِنْ (رَدُؤَ الشَّىْءُ يَرْدُؤُ رَدَاءَةً، فَهُوَ رَدِىءٌ أَىْ: فَاسِدٌ) (١٩).
(١) ومن ليس فى ع.
(٢) الذهب: ساقط من خ.
(٣) ع: لأنه: تحريف.
(٤) خ: إن الذين: تحريف.
(٥) سررة التوبة آية ٣٤.
(٦) سنن أبى داود ١/ ٣٥٨ والنهاية ٤/ ٢٠٣. وانظر الصحاح (كنز) ومقاييس اللغة والمصباح (كنز) وغريب الحديث ١/ ٢٨٤.
(٧) ع: لم يقل ينفقونهما.
(٨) معانى القرآن للفراء ١/ ٤٣٤ ومعانى القرآن للزجاج ٢/ ٤٩٢. قال الفراء: إن شئت وجهت الذهب والفضة إلى الكنوز، وإن شئت بذكر أحدهما (أى: ولا ينفقون الفضة. وحذف الذهب).
(٩) يُفْتَعَلُ من السرور. وفى ع: مَا يُسَّرُ.
(١٠) فى المهذب ١/ ١٥٨: روى بن عمر (ر) أن النبي ﷺ قال: "إذا بلغ مال أحدكم خمس أواق مائتى درهم ففيه خمسة دراهم".
(١١) ع: فيها. وانظر الصحاح (وقى) وشرح ألفاظ المختصر لوحة ٦٢ ويقال فيها: الوُقِيَّةُ بالضم والوَقِيَّة بالفتح فى لغة العامة. المصباح (وقى).
(١٢) ع: وقال.
(١٣) فى الفائق ٤/ ٧٤.
(١٤) ما بين القوسين: زيادة من ع وما بين الحاصرتين: ليس فى الفائق.
(١٥) فى المهذب ١/ ١٥٨: قوله ﷺ فى كتاب الصدقات: "فى الرقة ربع العشر".
(١٦) خ، ع: رقين خطأ. وفى الصحاح: ويجمع رقين مثل إرة وارين، ومنه قولهم: إن الرقين تغطى أفن الأفين، وتقول فى الرفع: هذه الرقون.
(١٧) عن الصحاح (ورق).
(١٨) ع: فى الردىء، وفى المهذب ١/ ١٥٨ فى الزكاة: ويجب فى الجيد الحيد وفى الردىء الردىء.
(١٩) الصحاح (ردأ) وما بين القوسين ساقط من ع وبدله: من الرداءة.
1 / 153