النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

بطال الركبي ت. 633 هجري
125

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

محقق

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

الناشر

المكتبة التجارية

مكان النشر

مكة المكرمة

تصانيف

قَوْلُهُ: "فِي قبةِ حَمْرَاءَ" (١١٩) الْقُبَّةُ: ضَرْبٌ مِنَ الْبِنَاءِ مُدَوَّرٌ. وَحَمْرَاءُ: مِنْ أدَمٍ أحْمَرَ. قَوْلُهُ: "يَتَرسَّلُ" (١٢٠) التَّرَسُّلُ وَالتَرْتِيلُ: وَاحِدٌ، وَهُوَ: تَرْكُ الْعَجَلَةِ (١٢١)، يُقَالُ: تَرَسَّلَ فِي كَلَامِهِ وَمَشْيِهِ: إِذَا لَمْ يَجْفِلْ (١٢٢)، وَحَقِيقَةُ التَّرَسُّلِ: تَطَلُّبُ الهِينَةِ وَالسُّكُونِ، مِنْ قَوْلِهِمْ: عَلَى رِسْلِك (١٢٣). قَوْلُهُ: "وَيُدْرِجُ الإقَامَةَ" أَيْ: يُخَفِّفُهَا وَيُسْرِعُ، وَمِنْهُ الْمَثَلُ: لَيْسَ بِعُشِّكِ فَادْرُجى (١٢٤) يُضْرَبُ مَثَلًا لِلْمُطْمَئِنِّ فِي غيْرِ وَقْتِهِ (١٢٥)، فيؤْمَرُ بِالجِدِّ وَالتَّخْفِيفِ (١٢٦). وَأَصْلُ الادْرَاجِ: الطَّرُّ، يُقَالُ: أدْرَجْتُ الْكِتَابَ وَالثَّوْبَ وَدَرَجْتُهُمَا إدْرَاجًا وَدَرْجًا (١٢٧) إِذَا طَوَيْتَهُمَا (١٢٨). قَوْلُهُ: "فَاحْذِمْ" (١٢٩) الحَذمُ: نَحْوَ الْحَذرِ، وَهُوَ السُّرْعَةُ وَقَطعُ التَّطْوِيِلِ، وَأَصْلُهُ: الإسْرَاعُ فِي الْمَشْىِ، يُقَالُ: مَرَّ يَحْذِمُ، وَيُقَالُ لِلْأرْنب: حُذَمَةً (١٣٠) لُزَمَةً تَسْبِقُ الْجَمْعَ بالأكَمَةِ. قَوْلُهُ: " (١٣١) يُغْفَرُ لِلْمُؤَمِنِ مَدَى صَوْتِهِ" الْمَدَى: الْغَايَةُ لِكُلِّ شَىْءٍ، وَمَعْنَاهُ: يَستكْمِلُ مَغْفِرَةَ اللهِ إِذَا اسْتَوْفَى وُسْعَهُ في رَفْع صَوْتِهِ فَيَبْلُغٍ الْغَايَةَ مِنَ الْمَغفِرَةِ. وَيُقَالُ: إنَّهُ تَمْثِيلٌ، أَيْ: لَوْ كانَتْ لَهُ ذُنُوبٌ تَمْلأُ مَا بَيْنَهُ وَبَينَ مَبْلَغ صَوْتِهِ مِنَ المَسَافَةِ غفرَهَا الله لَهُ. قَالَ الشَّيِخُ أبو إسْحَاقَ فِي التَّبْصِرَةِ (١٣٢): تَأوِيلُهُ: أَنَّهُ يُوْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِجِلَّاتٍ مِمَّا يُكْتَبُ عَلَيْهِ، كُلُّ سِجِلٌّ مَدُّ الْبَصَرِ، فَيَغْفَرُ لَهُ مِنْهَا مَدَى صَوْتِهِ "وَاللهُ أَعْلَمُ" (١٣٣). قَوْلُهُ (١٣٤): "أَمَا خَشِيتَ أن تَنْشَقَّ مُرَيْطَاؤكَ" الْمُريطَاءُ: مَا بينَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ (١٣٥). وَقِيلَ: هِىَ جِلْدَةً (١٣٦) رَقِيقَةً فِي الْجَوْفِ (١٣٧). وَهِىَ فِي الأصْلِ مُصَغَّرَةُ مَرْطَاءَ (١٣٨)، وَهِىَ الْمَلْسَاءُ، مِنْ قَوْلِهِمْ لِلَّذِى لَا شَعَرَ عَلَيْهِ: أمْرَطُ قَالَ الأصْمَعِىُّ: هِىَ مَمْدُودَةٌ، وَقَالَ الأحْمَرُ: هِىَ مَقْصُورَةٌ، وَقَالَ أبُو عَمْرٍو: تُمَدُّ وتُقْصَرُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدِ: المَحْفُوظُ: قَوْلُ الأصْمَعِىِّ. وَلَا يُتَكَلَّمُ بِهَا إِلَّا مُصَغَّرةً كَالثُّريَّا، وَالقُصَيْرَى مِنَ الْأضْلَاع وَالْحُميَّا (١٣٩) فِي أشْبَاهٍ لِهَذَا "كَثِيرَةٍ" (١٤٠).

(١١٩) روى أبو جحيفة: رأيت بلالًا واصبعاه في صماخى أذنيه ورسول الله ﷺ في قبة حمراء. المهذب ١/ ٥٨. (١٢٠) في المهذب ١/ ٥٨: والمستحب أن يترسل في الأذان ويدرج الإقامة. (١٢١) روى عن مجاهد (ر) أنه قال: الترتيل: الترسل وكلاهما: التمكين والتحقيق والتمهل في النطق. وانظر تهذيب اللغة ١٢/ ٣٩٤، ١٤/ ٢٦٨، والنهاية ٢/ ٢٢٣. (١٢٢) يسرع ويعجل وفي خ يعجل. (١٢٣) الفائق ٢/ ٥٦. (١٢٤) فصل المقال ٤٠٣: ليس هذا بعشك فادرجى، والفائق ٤/ ١٣٠ ليس أوان عشك، وانظر النهاية ٢/ ١١١ واللسان (درج ١٣٥٢). (١٢٥) ع: موضحه، والمثبت من خ والنهاية واللسان. (١٢٦) في النهاية واللسان: والحركة، وفي فصل المقال: والخفوف. (١٢٧) خ: ودروجا: تحريف. (١٢٨) اللسان والمصابح (درج). (١٢٩) في المهذب ١/ ٥٨ عن عمر (ر) قال: "إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحذم" والحديث في غريب أبي عبيد ٣/ ٢٤٥ والفائق ٢/ ٥٦ والنهاية ١/ ٣٥٧. (١٣٠) النص عن الفائق وفيه: حذمة حُذمة والمثبت هنا مثله في تهذيب اللغة ٤/ ٤٧٥ واللسان (حذم ٨١٣). (١٣١) في المهذب ١/ ٥٨ قال ﷺ "يغفر للمؤذن مدى صوته ويشهد له كلّ رطب ويابس". (١٣٢) .......................... (١٣٣) ما بين القوسين من ع. (١٣٤) في المهذب ١/ ٥٨: روى أن عمر (ر) سمع أبا محذورة وقد رفع صوته فقال له: "أمّا خشيت أن تنشق مريطاؤك؟! " والحديث في غريب أبي عبيد ٣/ ٢٩٨ والفائق ٣/ ٣٥٩ وغريب ابن الجوزى ٢/ ٣٥٣ والنهاية ٤/ ٣٢٠. (١٣٥) غريب أبي عبيد، والنهاية. (١٣٦) خ: جليدة وفي الفائق: جلدة ومثله في اللسان (مرط). (١٣٧) الفائق ٣/ ٣٥٩. (١٣٨) مرطاء: ساقط من ع والمثبت من خ والفائق والنهاية واللسان. (١٣٩) عن غريب أبي عبيد ٣/ ٢٦٨ والنص مضطرب في ع والمثبت من خ تبعا لأبي عبيد. وانظر تهذيب اللغة ١٣/ ٣٤٥ واللسان (مرط ٤١٨٣). (١٤٠) خ: كثير.

1 / 62