نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع)
تصانيف
فوجد رداءه قد سقط عن ظهره فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يمسح التراب عن ظهره ويقول: «اجلس يا أبا تراب اجلس يا أبا تراب»، قال عمار (رضى الله عنه): فكان ذلك أحب كناه إليه (1)
. وروى الترمذي بسنده إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد أن بعض الامراء (2) قال له: ما منعك أن تسب أبا تراب؟
قال: أما ما ذكرت ثلاثة قالهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه فقال:
يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي (3) بعدي»، وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» فتطاولنا لها فقال: ادعو لي عليا فأتاه وهو أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يديه وأنزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين (4) فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا وفاطمة والحسن والحسين (رضي الله عنهم) وقال: «اللهم هؤلاء أهلي» (5)
. وروى علي بن طلحة مولى بني أمية قال: حج معاوية ومعه معاوية بن خديج، وكان من أسب الناس لعلي بن أبي طالب (رضى الله عنه)، فمر بالمدينة والحسن بن علي (عليهما السلام) جالس فقيل له: هذا معاوية بن خديج الساب لعلي فقال: علي بالرجل فأتاه.
فقال له الحسن: أنت معاوية بن خديج؟ قال: نعم، قال: أنت الساب لعلي [عند ابن آكلة الأكباد]؟ فكأنه استحيا.
فقال له الحسن: أما والله لئن وردت عليه الحوض- وما أراك ترده- لتجدنه مشمر الأزار
صفحة ١٢٧