ولا معروفة في كتب الحديث المعتمدة، فأضربت عن ذكرها في كتابي هذا وأثبت ما كان مشهورا مذكورا في الكتب المعتمدة مما لم يذكره، وحذفت أسانيدها حذرا من الإطالة واعتمادا على نقل الأئمة، وزدت عليه فذكرت نبذة من فضائل سيد المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه أجمعين، فإنه خلاصة البريات باليقين ونقاوة ما خط على لوح الوجود بقلم التكوين، ونقطة دائرة الوجود، وبه تشرف أهل بيته وكل موجود (صلى الله عليه وسلم)، ومن نظر في كتابه وطالع هذا الكتاب علم بون ما بينهما وما أخلى به فيه عن وجه الصواب، ومع هذا فإني أقول: كان الفضل للمتقدم.
وقد جمعت هذا الكتاب تحفة للجناب العالي المولوى السلطان الجمالي أعلى الله تعالى شأنه وأعز سلطانه، وتذكرة لي ولأحبابي وإخواني وأنصاري في دين الله تعالى وأعواني الذين أرجو بركة دعائهم وإجابتهم في إصلاح حالي ورفع شأني، وأن يثبت بالقول الثابت في طلب مرضاته قلبي وعلى صراطه المستقيم قدمي، ويجري بالصدق والصواب لساني ويختم لي بالسعادة والحسنى، فهي آخر سؤلي وأعظم أماني:
متوسلا منهم وسائل فضلهم
أن يسألوا في العفو عن أوزاري
متوقعا لمواهب ورغائب
ومطالب مثل السحاب غزار
وأنا أسأل الله تعالى أن يجعل سعيي فيما نظمت فيه من الدرر، وجمعت فيه من الغرر خالصا لوجهه الكريم، وينفعني ويسعفني بها ومن جمعت ومن بسببه، بمنه العظيم ولطفه العميم، ويجعلها عدة وذخيرة لنا عندهم يوم تبلى السرائر وتظهر المخبئات، وتنكشف الضمائر، لنفوز بحبهم ونكون في شفاعتهم ونحشر في زمرتهم، وندخل ولايتهم دار السلام، فإنه غاية المرام وهو ولي الفضل والإنعام والتكرم والإكرام وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وها أنا أشرع في ابتداء الكتاب مستعينا بالله العزيز الوهاب سائلا منه الهداية فيه إلى الصواب غير غال فيه ولا مقصر عما ينبغي لهم من إبراز خافية، فمنه كل خير وهو القادر عليه والاستغاثة منه والاستعانة به والمصير إليه.
صفحة ١٤