عنق البعير.
وعن مسلمة بن الأكوع (رضى الله عنه) قال: خفت أزواد القوم وأملقوا فأتوا النبي (صلى الله عليه وسلم) ليستأذنوه في نحر إبلهم، فأذن لهم فلقيهم عمر فأخبروه فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم؟
فدخل على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله ما بقاؤهم بعد إبلهم؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ناد في الناس يأتون بفضل أزوادهم» فبسط لذلك نطعا وجعلوه على النطع فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدعا وبرك عليه ثم دعاهم بأوعيتهم فاحتثى الناس حتى فرغوا ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أشهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله» (1)
. وفي رواية عن أبي هريرة أو أبي سعيد (رضى الله عنه) في غزوة تبوك قال: اجتمع على النطع سني يسير فدعا النبي (صلى الله عليه وسلم) بالبركة ثم قال: خذوا في أوعيتكم، فأخذوا حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملأوه قال: وأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أشهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة» (2)
. وروى أنس أن أبا طلحة قال لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟
فقالت: فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلففت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: فذهبت به فوجدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالسا في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «أرسلك أبو طلحة؟» قال قلت: نعم، فقال: «بطعام»؟
قلت: نعم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمن معه: «قوموا» قال: فانطلق فانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، قال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالناس وليس عندنا ما نطعمهم، قالت: الله ورسوله أعلم.
قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معه حتى دخلا فقال رسول الله: «هلمي ما عندك يا أم سليم» فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففت
صفحة ٧٠