يجمع لهم خير الدنيا والآخرة (1)
. ووصف علي (رضى الله عنه) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: لم يكن بالطويل الممغط- يروى بالعين والغين- ولا بالقصير المتردد، كان ربعة من القوم لم يكد بالجعد القطط ولا بالبسط كان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في وجهه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش والكتد أجود ذو مشربة شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع يخط من صبب وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين، أجود الناس صدرا وألينهم عريكة وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه؛ ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله (صلى الله عليه وسلم)» (2)
. وعن حبيش بن خالد وهو أخو عاتكة بنت خالد المعروفة بأم معبد (رض) (3) ، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين أخرج من مكة خرج مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي، فمروا على خيمة أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة (4) تحتبي بفناء الخيمة، ثم تسقى وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرملين (5) مستنتين (6) فنظر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى شاة في كسر الخيمة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم قال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك قال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حليبا فاحلبها فدعا بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمسح ضرعها وسمى الله فدعا لها في شاتها فتفاجت (7) عليه ودرت واجترت فدعا بإناء يربض الرهط (8) فحلب بها حتى علاه البهاء (9) ،
صفحة ٦٤