وعن أنس أن أم سلمة كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتيها فيقيل عندها، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب وكان كثير العرق (1)
. وعنه أيضا قال: دخل علينا النبي (صلى الله عليه وسلم) فعال عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: «يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟» قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب (2)
( ويروى أن أم سليم (رضي الله عنها) كانت ماشطة بالمدينة فخلطت بعرق النبي (صلى الله عليه وسلم) طيبا وطيبت به عروسا فلم تزل ريح ذلك الطيب عليها وكلما غسلته لا تذهب رائحته عنها فحبلت وأتت بأولاد فكانت تلك الرائحة توجد منهم فسموا بالمدينة المطيبين (3)
. وعن جابر بن سمرة (رضى الله عنه) قال: صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا قال: وأما أنا فمسح خدي قال: فوجدت ليده بريدا أو ريحانا كأنما أخرجها من جونة عطار (4)
. وقال أنس (رضى الله عنه): كنا نعرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أقبل بطيب ريحه (5)
. وعن ثمامة أن أم سليم أم أنس بن مالك (رضى الله عنه) كانت تبسط للنبي (صلى الله عليه وسلم) نطعا فيقيل عندها على ذلك النطع فإذا قام النبي (صلى الله عليه وسلم) أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة ثم جعلته في مسك قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك المسك قال: فجعل في حنوطه (6)
.
صفحة ٥٣