ومناقب ولديها السيدين السعيدين الشهيدين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة المخصوصين بشرف أهل الطهارة والاصطفاء والمحبة والاجتباء المظللين بالعباء، وأبذل جهدي فيه بالدعاء للسلطان جمال الدنيا والدين ظلل الله في الأرضين وأطرزه بإلقائه بالإعزاز والتمكين، يبقى ذكره فيه منتشرا في الآفاق مخلدا في بطون الأوراق.
واقصر فيه بعض ما يجب له من حقه وأشكره كما ينبغي ويلزم من شكره واجعله وسيلة إلى استعطاف عوارفه المألوفة، وذريعة إلى إتمام إحسانه جريا على شيمه المألوفة، فيذكرني بذلك عنده ولا ينساني بعده، فاستخرت الله تعالى في ذلك وانشرح له صدري وشرعت في تأليفه؛ لأقابل بعض الإحسان المنعم بشكري وجمعت فيه ما ورد في فضائلهم من الأحاديث مما نقلها العلماء والأئمة منبها على عظم قدرهم وشرفهم وموالاتهم الواجبة على جميع الأمة، فإن الله تعالى جعل محبتهم مثمرة السعادات في الأولى والعقبى، وأنزل في شأنهم: قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى (1).
وقد قال الإمام الشافعي (رحمه الله) في وصفهم ومنبها على هذا المعنى في فضلهم:
يا أهل بيت رسول الله حبكم* فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له
(2) ولغيره:
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا
تمسك في أخراه بالسبب الأقوى
هم القوم فاقوا العالمين مآثرا
محاسنها تجلى وآياتها تروى
موالاتهم فرض وحبهم هدى
وطاعتهم قربى وودهم تقوى
(3).
ثم إن هذه الأحاديث فوائد أخبار من بحر فضائلهم مستخرجة، وفوائد آثار في سلك شمائلهم بالإخلاص منظومة، مديحه ينبئ بعضها عما خص الله تعالى به رسوله (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته من الفضائل المتلألئة الأنوار والمناقب العلية المنار والمآثر الكريمة الآثار والمكارم
صفحة ١١