علاء الدين علي بن داود العطار (1) ما خص الله تعالى به نبينا محمدا (صلى الله عليه وسلم) من الأشياء التي آثره بها على غيره من الأنبياء فقال: قد شرف الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) وخصه بأشياء، كرؤيته سبحانه ليلة المعراج على قول ابن عباس، والقرب والدنو والمحبة والاصطفاء والشفاعة والإسراء والوحي والبراق والمعراج والصلاة بالأنبياء (عليهم السلام) والوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود والبعث إلى الأحمر والأسود، والشهادة بين الأنبياء والأمم المتقدمة وسيادة ولد آدم والخصوصية بلواء الحمد والبشارة والندارة والمكانة عند ذي العرش والطاعة.
ثم الأمانة والهداية ورحمة للعالمين وإعطاء الرضى والسؤل والكوثر وسماع القول وتمام النعمة والعفو عما تقدم وتأخر، وشرح الصدر ووضع الوزر ورفع الذكر وعزة النصر ونزول السكينة والتأييد بالملائكة وإيتاء الكتاب والحكمة والسبع المثاني والقرآن العظيم، وتزكية الأمة والدعاء إلى الله والحكم بين الناس بما أراه الله، ووضع الإصر والأغلال عن أمته، وقسم الله به وإجابة دعوته وتكلم الجمادات والعجماوات (2) وإحياء الموتى وإسماع الصم ونبع الماء من بين أصابعه وتكاثر القليل وانشقاق القمر ورد الشمس وقلب الأعيان والنصر بالرعب، والاطلاع على الغيب وظل الغمام وتسليم الشجر والحجر وتسبيح الحصى وإبراء الآلام والعصمة من الناس ورؤيته من خلفه كرؤيته من أمامه، وإذا مشى في الشمس لم يكن له ظل، وإذا مشى بين طويلين طالهم وعلا عليهم وإذا ما شاه أحد من أصحابه لم يكد يلحقه، وصلاة الله والملائكة عليه (صلى الله عليه وسلم)، فسبحان من خصه بهذه الأشياء ورفع قدره على كافة الأنبياء (عليهم السلام) (3).
صفحة ٣٤