باين فيها (صلى الله عليه وسلم) جميع النبيين (عليهم السلام) (1).
وروى جابر (رضى الله عنه) قال؛ قال (صلى الله عليه وسلم): «إن الله بعثني لإتمام مكارم الأخلاق وتمام محاسن الأفعال» (2) .
وفي رواية تمام محاسن الأخلاق وكمال محاسن الأفعال (3)
. وروى مالك أنه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» (4)
. وعن أنس قال؛ قال (صلى الله عليه وسلم): «أنا أولهم خروجا إذا بعثوا وأنا قائدهم إذا وفدوا وأنا خطيبهم إذا أنعتوا وأنا مستشفعهم إذا جلسوا وأنا مبشرهم إذا يئسوا، [الكرامة و] المفاتيح يومئذ بيدي ولواء الحمد يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف علي ألف خادم كأنهر بيض مكنون أو لؤلؤ منثور» (5)
. وروي عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال: قال (صلى الله عليه وسلم): «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فأدخلنها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر، وأنا أكرم الأولين والآخرين على الله ولا فخر» (6)
. قوله (صلى الله عليه وسلم): «أنا سيد ولد آدم» إنما هو إخبار عما أكرمه الله به من الفضل والسؤدد وتحدثت بنعمه تعالى عليه قال الله: وأما بنعمة ربك فحدث (7)، وإعلام لأمته علو مكانه عند ربه وكان بيان ذلك للأمة من اللازم المفروض عليه ليكون إيمانهم به على حسب ذلك.
وقوله (صلى الله عليه وسلم): «ولا فخر»، أي: إنما أقوله معتمدا بالنعمة لا فخرا واستكبارا.
وقوله: تبليغا لما أمرت به لا افتخارا والله أعلم، وقد جمع شيخنا الإمام العالم العامل
صفحة ٣٣