لنسفعا بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة (1)، وأقسم أن عدوه لفي حزن وكيد فقال عز وجل:
لا أقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد. ووالد وما ولد. لقد خلقنا الإنسان في كبد (2) أي في مشقة وشدة في أمر معاشه ومعاده، وأقسم على بعد أعدائه وأنهم محجوبون عن الله عز وجل فقال: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون* ثم إنهم لصالوا الجحيم (3) وأقسم سبحانه على صحة شريعته وأن من خالفها فهو في خسران فقال تعالى: والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (4)
وقال (صلى الله عليه وسلم): «فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون» (5)
. وقال (صلى الله عليه وسلم): «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة» (6)
. وفي رواية عن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: قال (صلى الله عليه وسلم): «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء:
جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، ولم يكن نبي من الأنبياء يصلي حتى يبلغ محرابه، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وكان النبي يبعث خاصة إلى قومه وبعثت إلى الجن والإنس، وكانت الأنبياء يعزلون الخمس وتجيء النار فتأكله، وأمرت أن أقسمه في فقراء أمتي، ولم يبق نبي إلا أعطي سواه وأخرت أنا شفاعتي لأمتي» (7)
.
صفحة ٢٩