من السيئات إلى الحسنات بفضلي كما قال الله: فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات (1) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «وارحمنا من القذف».
فقال الله: لا أمطر عليهم الحجارة برحمتي وأمطر عليهم الرحمة بفضلي ودعوتك.
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين لأنا قليل مثل الشامة البيضاء، وهم كثير مثل الثور الأسود» قال الله: أنا ناصرك وناصر أمتك يا صفيي وحبيبي.
فأعطى الله محمدا (صلى الله عليه وسلم) في أمته ما سأل وما يسأل وزاده وأمته فضلا عظيما وخصه وإياهم بأشياء لم يخص بها أحدا من خلقه، فأنزل الله عليه الكتاب كما أنزله على الأنبياء قبله، وخصه وأمته بأن جعلهم يقرءونه عن ظهر قلوبهم ولم تقرأ أمة قط كتابها ظاهرا، وجعله ناسخا لجميع الكتب وجعله محفوظا من التبديل والتغيير والزيادة والنقصان كما قال تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (2) وقال تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (3) بخلاف غيره من الكتب فإنها بدلت وغيرت وزيد فيها ونقص.
وأمره الله وأمته (صلى الله عليه وسلم) بالصلاة كما أمر بها من قبلنا من الامم وخصه (صلى الله عليه وسلم) بالصلاة هو وأمته؛ بأن جمع لهم فيها جميع صلوات المصلين من القيام والركوع والسجود والقعود، فإن بعضهم كانت صلاته قيام لا ركوع ولا سجود فيها، وبعضهم ركوع لا قيام ولا سجود فيها، وبعضهم سجود لا قيام ولا ركوع فيها، فجمع الله له ولأمته في صلاتهم عبادة العابدين وثواب جميع المصلين، وخصه الله وأمته بصلاة العشاء الآخرة وفضلهم بها ولم يعطها لأمة من الامم قبلهم، وفضله وأمته دون غيرهم بالجماعة لقوله تعالى: وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك (4).
وقال (صلى الله عليه وسلم): «صلاة الجماعة تفضل بصلاة الفرد بسبع وعشرون درجة، وكان من قبلنا يصلي كل إنسان لنفسه، وكانت علامة صلاة من قبلنا الناقوس وعلامة صلاتنا الأذان
صفحة ٢٢