4000 نوع
الألجة وعشب البحر
14000 نوع
ونرى وجها للمشابهة بين تطور النبات وتطور الحيوان من حيث إن الاثنين بدأت فيهما الحياة عن سبيل الخلية الواحدة البسيطة، ثم تطورت وتدرجت حتى وصلت في الحيوان إلى الفقريات، فانتشرت هذه الفقريات في البحر واليابسة والهواء، وتغلبت على جميع ما عداها من الحيوان، وصارت هي السائدة في هذا العالم.
وكذلك الحال في النبات؛ تطور وتدرج حتى وصل إلى النباتات المزهرة، فتغلبت على جميع ما عداها من النبات حتى بلغ عدد أنواعها نحو أربعة أسباع عدد أنواع المملكة النباتية، وقد انتشرت في جميع أنحاء اليابسة؛ فنجدها في السهل، وفي الجبل، وفي القطب الشمالي، وفي خط الاستواء، وفي الماء، وفي اليابسة.
والخلية الأولى من النبات تشبه الخلية الأولى من الحيوان، بل هي تتحرك مثلها كما نرى ذلك في البكتيريا التي تعيش في دم الحيوان؛ فالبكتريا في النبات مثل الميكروب في الحيوان، والنبات يقترب من الحيوان بمقدار انخفاضه في مرتبة التطور، فإذا ارتفع كلاهما في سلم التطور انفصل كل منهما عن الآخر، وتميز بميزات عديدة.
بل إن هذه البكتيريا، وهي خلية مفردة كالنبات، بدلا من أن تستغل ضوء الشمس بواسطة المادة الخضراء؛ أي الكلوروفيل كالنبات، تستغل مادة حية أخرى، وقد تطورت حتى ظهر منها الكمأة التي تنبت حيث الخموم والعفن، وتستغل الأحياء الميتة، وهذه الكمأة، لأنها لا تعيش عيشة النبات وإن كانت منه، قد فقدت لون النبات الأخضر، وصار طعمها طعم اللحم، وكذلك البكتيريا صارت تتحرك حركة الحيوان.
وأول نبات ظهر في العالم، بل ربما كان أول حي، هو الألجة؛ فليس له ورق ولا جذوع ولا جذور، وهو يعيش خلية واحدة، وقد يتصل فيتألف منه عشب البحر؛ فإن الخلايا المؤلف منها عشب البحر المنتشر في جميع أنحاء البحار تشبه خلية الألجة.
بل هذه الأشنة - وهي حي مركب من الفطر والألجة - ليست في الحقيقة نباتا واحدا، وإنما نباتان ينتفع كل منهما من الآخر.
وإلى ظهور هذه الأنواع كان النبات لا يزال في الماء طري الجسم، إذا تعرض للشمس جف، ولم يكن له بعد خشب يحمل رطوبته ويحتفظ بها لمقاومة الجفاف، فلما نشأ الخشب تمكن النبات من الخروج من الماء إلى اليابسة.
صفحة غير معروفة