1 ).
وسمك الطين هذا يحتوي «مثانة» هوائية يختزن فيها الهواء، ويستعملها كما لو كانت رئة بدلا من الخياشيم التي يتنفس بها في الماء، وهذه المثانة هي الأصل في الرئة التي تتنفس بها الزواحف والطيور واللبونات، وفي العالم الآن أربعة أنواع من «سمك الطين» هذا، واعتقادنا أنه أرقى من السيلاكانت في سلم التطور.
ونحن نجزم من الآن بأن السيلاكانت تحتوي هذه المثانة، ولو بصورة أثرية؛ لأنها وإن كانت قد انقطعت عن تجاربها في المشي على اليابسة، فإنها بلا شك قد قضت ملايين السنين في هذه التجارب. (سمك البيريوفتلم، وهو هنا يتسلق جذور الكوريدا التي تنبت على الشواطئ، وقد تعرت هذه الجذور بتأثير الأمواج)
ولم يعرف عن هذه السمكة أنها تخرج إلى البر؛ لأن الأغلب أنه بعد ظهور هذه الأعضاء الابتدائية للذراعين والساقين عادت فاستقرت في البحر، ولذلك لم تتقدم هذه الأعضاء.
وتركت ميدان اليابسة لغيرها، أو لما قد تطور من أقاربها وسلائلها، وعلى كل حال نحن باكتشاف السيلاكانت قد حططنا على حلقة كنا نظنها منقرضة في سلسلة التطور.
ونحن إزاء كشف جديد، ولا بد أننا سنعرف كثيرا عن هذه السمكة مما ينيرنا عن تاريخنا القديم، أو عن أعظم انقلاب في تاريخنا القديم، وهو خروج الأحياء من البحار إلى اليابسة.
التطور في النبات
تطور النبات ليس في وضوح تطور الحيوان؛ فإن طائفة كبيرة من حلقات الاتصال بين الأنواع الموجودة الآن قد فقدت، أو قل إن العلميين لم يهتدوا إليها بعد، وربما كان عدم الاهتداء إليها ليس ناتجا عن قلتها بل عن قلة المشتغلين بالنبات؛ فهذا العلم فيه شيء من الجفاف يصد رجل العلم عن درسه؛ إذ ليست به تلك الجاذبية التي تغري العلماء بدرس الحيوان.
وقد أحصيت أنواع النبات الموجودة الآن في العالم فوجدت كما يلي:
النباتات المزهرة (أي ذات الجنسين)
صفحة غير معروفة