والبروتينات؛ مثل زلال البيض واللحم والجبن.
والجزيء في السكر (مثل جلوكوز) يحتوي 24 ذرة.
والجزيء في الشحم (مثل ترستيارين) يحتوي 153 ذرة.
والجزيء في البروتين (مثل زلال البيض) يحتوي 2305 ذرات.
ومن هذه الأرقام نفهم أن أعقد المركبات في الجسم الحي هي البروتينات، وأسهلها هي الكربوهيدرات، وقد استطاع الإنسان أن يصنع، كيمياويا - أي في المعمل - السكر والشحم، ولكنه لم يستطع صنع البروتين.
والجسم البشري يحيل السكر إلى شحم، وكذلك الشحم إلى سكر، ولكن أجسامنا لا تستطيع إحالة السكر أو الشحم إلى بروتين؛ ولذلك نحن نموت بعد مدة قصيرة إذا اقتصرنا على الاغتذاء بالشحم فقط، أو بالسكر فقط، أو بالاثنين معا؛ لأن أجسامنا تعجز عن صنع اللحم منهما.
ولكننا نستطيع أن نحيا إذا عشنا على البروتينات فقط؛ مثل زلال البيض أو اللحم أو الجبن؛ لأن أجسامنا تستخلص منها السكر والنشا، وهناك آلاف من الحيوان تعيش على البروتينات فقط .
ومن هنا نفهم أن البروتين هو المادة الحية الأولى، والمادة البروتينية تحمل على الدوام شحنة كهربائية تجعلها على تفاعل مع الأجسام المكهربة المحيطة بها؛ فهي تتذبذب بها كما يتذبذب الحديد بالقوة المغنطيسية، وهذا التذبذب هو في النهاية أقرب الأشياء إلى الإحساس والتحرك، والإحساس والتحرك هما خاصة الأحياء.
ولذلك يمكن الظن بأن أول الأحياء على الأرض هو مجموعة من الجزيئات البروتينية الكهربائية التي اغتمزت بالحياة، ولم يكن هذا الاغتماز سوى حركة أو ذبذبة كهربائية. •••
وفي تطور الأحياء خطوط واضحة، إذا تأملناها فهمنا وزادت بصيرتنا لماضينا كما تزيد رؤيانا لمستقبلنا؛ ففي الأحياء خط واضح نحو الغريزة؛ كالنمل والنحل والكثير من الأحياء الدنيا، بل نستطيع أن نقول إن النبات يحيا ويغتذي وينمو بغريزته كالنحل أو النمل، وأنه لولا أن أجسام النبات كاسية بالسليلوز الجامد لاستطاع أن يتحرك ويتنقل، ولكن النبات حين يختار طعامه من التربة لا يختلف كثيرا من النحل حين يرشف رحيق الزهرة ويصنع الشهد والشمع.
صفحة غير معروفة