النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية

بهاء الدين ابن شداد ت. 632 هجري
77

النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية

محقق

الدكتور جمال الدين الشيال [ت ١٣٨٧ هـ]

الناشر

مكتبة الخانجي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

القاهرة

واستدعى العساكر من الجوانب واجتمع خلق عظيم، وقاتلها قتالًا شديدًا، وتحقق عماد الدين أنه ليس له قبل، وكان قد ضرس من اقتراح الأمراء وجبههم، فأشار إلى حسام الدين طمان أن يسفر له مع السلطان في إعادة بلاده وتسلم حلب إليه، واستقرت القاعدة ولم يشعر أحد من الرعية ولا من العسكر حتى تمّ الأمر واستحكمت القاعدة واستفاض ذلك، واستعلم العسكر منه ذلك، فأعلمهم، وأذن في تدبير أنفسهم وأنفذوا عنهم وعن الرعية عز الدين جرديك النوري وزين الدين، فقعدوا عنده إلى الليل، واستحلفوه على العسكر وعلى أهل البلد وذلك في السابع عشر من صفر، وخرجت العساكر إلى خدمته إلى الميدان الأخضر ومقدمو حلب، وخلع عليهم وطيب قلوبهم، وأقام عماد الدين بالقلعة يقضي أشغاله وينقل أقمشته وخزائنه والسلطان مقيم بالميدان الأخضر إلى الثالث والعشرين من صفر، وفيه توفّي تاج الملوك أخوه من جرح كان أصابه، وشقّ عليه أمر موته، وجلس للعزاء،

1 / 105