141

النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية

محقق

الدكتور جمال الدين الشيال [ت ١٣٨٧ هـ]

الناشر

مكتبة الخانجي

الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

القاهرة

فنقل الثقل إلى تل العياضية وهو تل قبالة تل المصليين مشرف على عكا وخيام العدو، وفي هذه المنزلة توفي حسام الدين طمان وكان من الشجعان ودفن في سفح هذا التل وصليت عليه مع جماعة من الفقهاء ليلة نصف شعبان وقد مضى من الليل هزيع ﵀.
ذكر وقعة جرت للعرب مع العدو
وكان سبب ذلك أنه بلغنا أن جمعًا من العدو يخرجون للاحتشاش من طرف النهر مما ينبت عليه فأكمن السلطان لهم جماعة من العرب وقصد العرب لخفتهم على خيلهم وأمنه عليهم فخرجوا ولم يشعروا بهم فهجموا عليهم وقتلوا منهم خلقًا عظيمًا وأسروا جماعة وأحضروا رؤوسًا عديدة بين يديه فخلع عليهم وأحسن إليهم وكان ذلك في السادس عشر، وفي عشية ذلك اليوم وقع بين العدو وبين أهل البلد حرب عظيم قتل فيه جمع عظيم من الطائفتين فطال الأمر بين الفئتين وما يخلوا يومًا من قتل وجرح وسبي ونهب وأنس البعض بالبعض بحيث أن الطائفتين كانا يتحدثان ويتركان القتال وربما غنى البعض ورقص البعض لطول المعاشرة ثم يرجعون إلى القتال بعد ساعة،

1 / 169