نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود

عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل ت. غير معلوم
82

نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود

الناشر

مركز النخب العلمية

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

تصانيف

النوع الثالث: الشفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه: وهذه الشفاعة تكون من النبي ﷺ لعمه أبي طالب: ودليلها ما جاء في الصحيحين عن العباس بن عبد المطلب ﵁ أنه قال: «يَا رَسُولَ الله، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ (١) مِنْ نَارٍ، لَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» (٢). وفي الصحيحين أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري ﵁: ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ» (٣). ويدل حديث العباس السابق أن سبب شفاعة الرسول ﷺ لعمه في تخفيف العذاب هو دفاعه عن الرسول ﷺ ونصرته له؛ ولذا كان أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة، كما جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» (٤). وينبغي أن نعلم هنا أن هذه الشفاعة التي نفعت أبا طالب، مع كونه كافرًا؛ شفاعة تخفيف فقط، لا شفاعة إخراج من النار.

(١) الضَّحْضاحُ في الأصل: ما رَقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين واستعاره للنار. ينظر: غريب الحديث لابن الجوزي (٢/ ٦)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٧٥). (٢) صحيح البخاري (٨/ ٤٦) رقم (٦٢٠٨)، وصحيح مسلم (١/ ١٩٤) رقم (٢٠٩). (٣) صحيح البخاري (٥/ ٥٢) رقم (٣٨٨٥)، وصحيح مسلم (١/ ١٩٥) رقم (٢١٠). (٤) صحيح مسلم (١/ ١٩٦) رقم (٢١٢).

1 / 86