نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود
الناشر
مركز النخب العلمية
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
تصانيف
قال المفضلُ يا سيدي: ومَنْ فرعون؟ ومَنْ هامان؟ قال ﵇: أبوبكر وعمر» (١).
بل زعموا أن الصحابة ﵃ ارتَدُّوا بعد النبي ﷺ، فقال صاحب (الروضة من الكافي) (٢): عن أبي جعفر ﵇ قال: كان الناسُ أهلَ ردةٍ بعد النبي ﷺ إلَّا ثلاثة، فقلتُ: ومن الثلاثة؟ فقال: المقدادُ بن الأسود وأبو ذرٍّ الغفاري، وسلمان الفارسي».
ونقل مؤلفُ مرآةِ العقول من كتاب الروضة (٣): «عن حسين الجمالِ عن أبي عبد الله في قول الله تعالى: ﴿رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ﴾ [فصلت: ٢٩] قال هما، ثم قال: وكان فلان شيطانًا، عقَّب على ذلك بقوله: «هما» أي: أبا بكر وعمر، والمراد بفلان: عمر، وإنما سمي به لأنه كان شيطانًا، إما لأنه شرك شيطان لكونه ولد زنا، أو لأنه كان في المكر والخديعة كالشيطان ...» إلى آخر ما قال قبحه الله.
بل إنهم آذوا النبي ﷺ حينما اتهموا عائشة ﵂ بالفاحشة، وهذا مستفيض في كتب القوم، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾ [الأحزاب: ٥٧]، سبحان الله أين عقول هؤلاء؟ !
_________
(١) إلزام الناصب (٢/ ١٦٦).
(٢) ص (٢٤٥).
(٣) ص (٤٨٨).
1 / 56