نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود
الناشر
مركز النخب العلمية
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
تصانيف
وَلا تَكُ فِي الْقُرْآنِ بالوَقْفِ قَائِلًا ... ...................................
•---------------------------------•
•قوله: «وَلا تَكُ فِي الْقُرْآنِ بالوَقْفِ قَائِلًا» (لا) هنا ناهية، و(تَكُ) فعل مضارع مجزوم، أصلها (تكون) ثم دخلت عليها لا الناهية فسكنت النون فالتقى ساكنان فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ثم حذفت النون تحفيفًا.
وفي هذا البيت تحدث الناظم ﵀ عن الواقفة الذين قالوا في هذه المسألة بالتوقف، وقالوا: لا نقول مخلوق أو غير مخلوق، وهذا القول باطل، وقد نص أئمة السلف قديمًا وحديثًا: على أنَّ الواقفة هم شر الطوائف، وأضلهم، قال الإمام أحمد ﵀: «الواقفة هم الذين يقولون القرآن كلام الله ولا يقولون هو غير مخلوق»، ثم قال ﵀: «وهم شر الأصناف وأخبثها» (١).
وقال عثمان بن أبي شيبة ﵀: «هؤلاء الذين يقولون: القرآن كلام الله ويسكتون شر من هؤلاء» (٢)، يعني ممن قال: القرآن مخلوق.
• لماذا عُدَّت الواقفة أخبث من الجهمية؟
الجواب: مذهب الجهمية الباطل فيه صريح ومعلوم لكثير من الناس، بخلاف الواقفة فخطرهم على الناس كبير؛ لأن الباطل في قولهم ليس ظاهرًا بل فيه تلبيس وقد لَبِسُوا فيه ثوب الورع؛ ولهذا قد يظن الجهال أنَّ مذهب الواقفة وسطٌ عدلٌ؛ لأنهم لم يقولوا بقول الجهمية ولا بقول أهل السنة والجماعة.
_________
(١) ينظر: الشريعة للآجري (١/ ٥٣٤).
(٢) المصدر السابق (١/ ٥٢٩).
1 / 35