الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم
تصانيف
علوم القرآن
[الاستغفار للمشركين والتبرؤ منهم]
قال عبد الله بن الحسين صلوات الله عليهما: ومما ذكر من نسخ الإذن بالاستغفار للمشركين قول الله عز وجل: ?وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا? [الإسراء:2324] ثم نسخ ذلك بقوله: ?ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم? [التوبة: 113-114] ، فزعم قوم أنه تبرأ منه وترك الاستغفار له وهو حي، وقال آخرون: لم يترك الاستغفار له ولا تبرأ منه إلا بعد موته، والقول عندنا الأول.
صفحة ١٢٩