نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية
محقق
مشهور حسن سلمان
الناشر
دار الراية
سنة النشر
١٤١٠ هجري
مكان النشر
الرياض
فَصْل
[تعلّم الجهاد وتعليمه
من الأعمال الصالحة]
وتعلّم هذه الصّناعات هو من الأعمال الصالحة لمن يبتغي بذلك وجه الله عزَّ وجلّ، فمن علَّم غيره ذلك كان شريكه في كلّ جهاد يجاهد به، لا ينقص أحدهما من الأجر شيئاً، كالذي يقرأ القرآن ويعلُّم العلم. وعلى المتعلّم أن يحسن نيته في ذلك ويقصد به وجه الله تعالى، وعلى المعلِّمِ أن ينصح للمتعلّم ويجتهد في تعليمه، وعلى المتعلُّم أن يعرف حرمة أستاذه ويشكر إحسانه إليه؛ فإنه مَنْ لا يشكر الناس لا يشكر الله، ولا يجحد حقه ولا ينكر معروفه.
[وجوب التعاون على البر والتقوى
وحرمة التهاجر والتدابر]
وعلى المعلِّمين أن يكونوا متعاونين على البرِّ والتقوى كما أمر النبي ﷺ بقوله: ((المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه))(١). وقوله: ((مثلُ المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له
(١) أخرجه مسلم في صحيحه: رقم (٢٥٦٤) وأحمد في ((المسند)): (٢٧٧/٢، ٣٦٠) والبغوي في ((شرح السنة)): (١٣٠/١٣) والبيهقي في ((السنن الكبرى)): (٩٢/٦) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والبخاري في ((الصحيح)): رقم (٢٤٤٢) و(٦٩٥١) ومسلم في ((الصحيح)): رقم (٢٥٨٠) وأبو داود في ((السنن)): (٤٨٩٣) والترمذي في ((الجامع)): رقم (١٤٢٦) وأحمد في ((المسند)): (٩١/٢) وأبو نعيم في ((الحلية)): (١٩٥/٢) والبيهقي:
39