نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية
محقق
مشهور حسن سلمان
الناشر
دار الراية
سنة النشر
١٤١٠ هجري
مكان النشر
الرياض
[المفاضلة بين أعمال الجهاد]
وهذه الأعمال كل منها له محل يليق به هو أفضل فيه من غيره، فالسيف عند مواصلة العدو، والطعن عند مقاربته، والرمي عند بعده أو عند الحائل كالنهر والحصن ونحو ذلك. فكلما كان أنكى في العدو وأنفع للمسلمين فهو أفضل. وهذا يختلف باختلاف أحوال العدو، وباختلاف حال المجاهدين في العدو. ومنه ما يكون الرمي فيه أنفع (١)، ومنه ما يكون الطعن فيه أنفع. وهذا مما يعلمه المقاتلون.
(١) اختلف العلماء في المفاضلة بين ركوب الخيل ورمي الشّاب.
قال مالك: سبق الخيل أحبّ إِلَيّ مِنْ سبق الرمي، ذكره أبو عمر في ((التمهيد)): (٨٤/١٤) عنه. وقد استوفى الكلام على المسئلة ابنُ القيّم في كتابه القيم ((الفروسية)): (ص ١١ - ١٧) وختمها بقوله:
((وفصل النّزاع بين الطائفتين: أَن كل واحد منهما يحتاج في كماله إِلى الآخر، فلا یتم مقصود أحدهما إلا بالآخر.
والرمي أنفع في البعد، فإذا اختلط الفريقان، بطل الرمي حينئذ، وقامت سيوف الفروسية من الضرب والطعن والكر والفر. وأما إذا تواجه الخصمان من البعد، فالرمي أنفع وأنجع، ولا تتم الفروسيّة إلا بمجموع الأمرين، والأفضل منهما، ما أنكى في العدوّ، وأنفع للجيش، وهذا يختلف باختلاف الجيش، ومقتضى الحال، والله أعلم».
وانظر: ((نيل الأوطار)): (٢٤٨/٨).
38