وإذن، ففي الكتاب جوانب إيجابية وأخرى سلبية. ولست أزعم أنني أحطت في هذا العرض السريع بكل هذه الجوانب، ولكن كل ما أردته هو أن أشير إلى نماذج منها؛ لكي أستخلص النتيجة التي أود أن أصل إليها بالنسبة إلى المعركة الفكرية التي أشرت إليها في مستهل هذه المقدمة؛ فلنقرأ كتابا كهذا، بوصفه تعبيرا عن وجهة نظر واحد من الممثلين الأصليين للمذهب الذي نود أن ننقده، ولنتأمل بإمعان ما فيه من أفكار، وليكن حكمنا عليه موضوعيا، بعيدا عن الحساسيات والتعبيرات الانفعالية المتطرفة؛ حتى ترتسم في أذهاننا، بعد مطالعته، صورة مكتملة عن العناصر الإيجابية والسلبية فيه، وفي المذهب الذي يمثله، ونستطيع آخر الأمر أن نخرج منه برأي علمي هادئ في مشكلة الخلاف بين الوضعية المنطقية وبين خصومها.
بقيت كلمة أخيرة عن مؤلف الكتاب، وهو هانز ريشنباخ
Hans Reichenbach ، وعن أهم مؤلفاته؛ فقد ولد ريشنباخ في هامبورج عام 1891م، وشغل منذ عام 1926م حتى عام 1933م منصب أستاذ بجامعة برلين، ثم انتقل إلى جامعة إسطنبول في عام 1933م (سنة الحكم النازي). وفي عام 1938م (قبل الحرب العالمية الثانية مباشرة) رحل إلى الولايات المتحدة، حيث شغل منصب أستاذ الفلسفة بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس حتى وفاته في عام 1953م.
ويعد ريشنباخ من المؤسسين الأوائل لحلقة (أو جماعة) فيينا؛ وبالتالي فهو من أكبر ممثلي النزعة الوضعية الجديدة. وأهم مؤلفاته التي كتبها بالألمانية: (1)
نسق البديهيات في النظرية النسبية في المكان-الزمان (1920م)
Axiomatik der relativistischen Raum-Zeit Lehre . (2)
أهداف فلسفة الطبيعة الحالية واتجاهاتها (1931م)
Ziele und Wege der heutigen Naturphilosophie . (3)
نظرية الاحتمالات (1935م)
Wahrscheinlichtkeitslehre .
صفحة غير معروفة