وأكثره في الجزء الثالث في حين كان في الرسائل في الجزء الرابع. وتختلف نسب الوافد والموروث في كل جزء.
181
ويبدو التحول من الوافد إلى الوافد والموروث إلى الموروث بلا وافد إلى غياب الوافد والموروث معا من أجل الإبداع الخالص. كما قل استعمال لفظ «القرآن». وقل أيضا ظهور أسماء الأنبياء.
182
وتختلف الآيات طولا وقصرا، والغالب القصر كعامل مساعد. وقد تتوالى الآيات دفعة واحدة كما يفعل الخطيب والواعظ والفقيه وأهل السلف قدماء ومحدثين. وأحيانا تكون الآية بديلا عن العبارة وليس استشهادا على قول. فالقرآن لغة شعرية تكمل الخطاب النثري، وتبدو الآيات بالرغم من كثرتها غير دالة، مجرد تجميع دون توظيف. ويتم الحديث عن الإخوان بضمير الغائب الجمع وكأن الملخص كمي دون أية دلالة كيفية. وقد تبلغ النصوص حد سورة بأكملها واعتمادا على سلطة النص دون تصورات خاصة بل مجرد صلوات وأدعية. وتتحول رسالة الحيوان إلى آيات الحيوان اتجاها نحو التفسير الموضوعي للقرآن. وأحيانا لا توجد قضية لإثباتها بالنص بل مجرد استعمال الآيات كأسلوب إنشائي بطريقة الأزهر وطبعات حواري الأزهريين عن المعاد وعالم الجن والملائكة لا توجد حجج أن استشهادات بل مجرد رصد مادة خام مثل: المعجم المفهرس عن مشاهد القيامة دون تأويل أو فكر جمالي، مجرد تقابل آيات ووقائع.
183
وكما هو الحال في الرسائل من الأقل إلى الأكثر إلى الأقل تغيب آيات العدل، وتقل آيات التوحيد ثم تكثر آيات النبوة والمعاد. ثم يقل من جديد الإيمان والعمل، وتكاد تغيب الإمامة. وقد تنتهي العقليات لحساب السمعيات، والإلهيات لحساب النبوات، وتطغى النبوة والمعاد على الإيمان والعمل. وتكثر الآيات في رسالة البعث والقيامة والحشر والحساب وكيفية المعراج، فالموضوع هو الاغتراب خارج العالم المفقود وتعويضا عنه.
184
وأحيانا لا تذكر عناوين الرسائل بدقة، وتختلط بصلب نصوصها، مما يدل على أن التلخيص قد تم عن وعي وبلا رؤية.
وتقوم كل الآيات المنتقاة على ثنائية الخير والشر، الجنة والنار. وكل آية لها تأويل مقابل من أجل بيان التضاد بين الحق والباطل، العدل والظلم. فالتضاد الديني ما هو إلا تعبير عن التضاد السياسي. وهي مقياس الاختصار، الإبقاء على الآيات الإشراقية وحذف غيرها لأنها عمدة الرسائل.
صفحة غير معروفة