34 «وكان الواحد من خلفائه إذا أشكل عليه الشيء أرسل إليه سأله عنه، فكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في حياته يعلم خلفاءه إذا جهلوا، ويقومهم إذا زاغوا، ويعزلهم إذا لم يستقيموا.»
وعلى هذه السيرة اقتدى علماء الإسلام فاشترطوا في القاضي أن يكون بالغا في العلم مبلغ الاجتهاد؛ حتى يتناول الأحكام من أصولها مباشرة، وكذلك كانوا يفعلون.
ويترتب على هذا الشرط أن لا يقلد أحد القضاء إلا بعد معرفة مكانته في العلم، وقد اختبر النبي
صلى الله عليه وسلم
معاذ بن جبل حين توليته القضاء ليزداد خبرة بمبلغ علمه بالقضاء فقال له: «كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ إلخ.»
وأما الاستقامة فالكتاب والسنة طافحان بالأمر بالعدل، وتشديد الوعيد على التهاون بواجبه، فلا بد أن يكون قضاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أتقى الناس قلوبا، وأعدلهم في الحكومة ميزانا. وهذا أحدهم، وهو عمر بن الخطاب، يقول في رسالته إلى أبي موسى الأشعري: «وآس بين الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك ؛ حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك.»
صفحة غير معروفة